الوسواس القهري عند الكبار
المعالجة النفسية نورا أحمد
تعريف و تحديد معنى الوسواس القهري:
الوساوس: عبارة عن أفكار أو صور وتخيلات اقتحاميه متكررة تزعج صاحبها بدرجة ملحوظة. في العادة يدرك صاحب المشكلة أفكاره هذه على أنها (من إنتاجه الذاتي) وأنها غير مناسبة.
ومن الوساوس الشائعة: وساوس التلوث والقذارة والشكوك فيما إذا كان الشخص قد قام بأعمال مهمة كإقفال الباب ليلاً أو إطفاء الموقد أو إغلاق باب السيارة بعد مغادرتها، أو مخاوف مما إذا كان قد تسبب لأحد ما بالأذى (دهس طفل أو حيوان أثناء قيادة السيارة).
الأفعال القهرية: هي تصرفات متكررة أو طقسية تخدم خفض القلق لدى صاحبها وهذه الأفعال تنجم وترتبط بشكل مباشر مع الوساوس التي يمتلكها الشخص.
ومن أهم أشكال الأفعال القهرية تتضمن الغسيل والتحقق والترتيب والصلاة والعد والبحث عن تأكيد الآخرين (عما إذا قام بعمل ما).
كي تصبح هذه الأفعال مرضية فينبغي ألا تكون ناجمة عن هموم واقعية تحصل في محيط الفرد (مثلاً التفقد باستمرار في زمن الحرب لوجود طائرات أو أصوات قصف أو غاز سام).
الانتشار:
نسبة انتشار الإصابة بالوسواس القهري مرة واحدة مدى الحياة 1.6 والأعراض عادة تبدأ بالظهور في سن المراهقة، وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من نصف المصابين بالوسواس القهري قد ظهرت لديهم الأعراض قبل سن العشرين.
بعض الاضطرابات الفرعية للوسواس القهري:
§ نتف متكرر للشعر أو تقشير الجلد، أو قضم الأظافر.
§ قهر القمار أو السرقة القهرية.
§ سلوك إيذاء الذات (جرح بأداة حادة).
§ التوتر أو الانزعاج (الحساسية الزائدة) الناجم عن أصوات الضجيج أو روائح معينة.
أسباب اضطراب الوسواس القهري:
ليس هناك اتفاق فيما يخص نشأة اضطراب الوسواس القهري، لكن الأبحاث تشير إلى عدة عوامل تساهم في ظهوره.
§ العامل العصبي: تؤكد الفحوص العصبية أن هناك خللاً يحدث في منطقة الفص القشري الجانبي و أن هذا على صلة بنسب امتصاص السيروتونين في تلك المناطق.
§ تدل الدراسات الأسرية والجينية على دور وراثي واضح لانتقال الاضطراب من جيلٍ لآخر.
§ هناك أدلة على دور متوقع للنظام المناعي في مرحلة الطفولة، انطلاقاً من وجود ارتباط بين بعض أشكال العدوى التي أصيب بها نسبة من المرضى في طفولتهم (المكورات العقدية) وأدت بهم إلى ظهور مفاجئ لأعراض وسواسية بالإضافة لتداخل كل هذه العوامل مع الأسباب النفسية لتطور واستمرارية الأعراض.
أخطاء شائعة حول الوسواس القهري:
· الوسواس القهري هو مشكلة دينية وليست طبية: وهذا الخلط يأتي من ذكر الوسواس الخناس في القرآن الكريم وتشابه كلمة الوسواس القهري مع هذه الكلمة ولكن من الواضح أن الوساوس الدينية هي أحد أشكال الوسواس القهري (ليست الوسوسة الدينية المقصودة).
· الوسواس القهري هو الجنون: لا يوجد في قاموس الطب النفسي مرض الجنون ويستعمل الناس هذه الكلمة للدلالة على غرابة سلوكيات الأشخاص المصابين بالوسواس القهري وحتى المرضى أنفسهم يخشون أن يعرف الناس سخف أفكارهم ويتهمونهم بالجنون.
· الوسواس القهري لا يعالج: نظراً لطول مدة هذا الاضطراب وتشعب أعراضه كان ولايزال الكثير من الناس يعتقدون أن الوسواس القهري لا يعالج وهذا غير صحيح فالعلاج متوفر وإن كان المرض مزمناً وطويلاً ولكن العلاج ممكن.
علاج الوسواس القهري:
ü العلاج بالأدوية:
قد يتم وصفها من قبل طبيب نفسي متخصص في الاضطرابات النفسية والتي بدورها تكون فعالة جداً في علاج الوسواس القهري وهذه الأقراص لا تسبب الإدمان ولها آثار جانبية قليلة، قد تأخذ بعض أسابيع ليبدأ مفعولها وتشعر بالتحسن.
ü العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة:
من أكثر الطرق شيوعاً وفاعلية في علاج الوسواس القهري بأشكاله وفي الحالات الشديدة يتوقف نجاح هذا العلاج على اقترانه مع العلاج الدوائي وفي الحالات المتوسطة والخفيفة يمكن لهذه الاستراتيجية وحدها أن تعالج الوسواس القهري بنسب نجاح تصل إلى 65 إلى 75%.
تقوم هذه الطريقة على تعرض تدريجي لمواقف تثير عدم الارتياح حتى يزول الانزعاج والتوتر عند ممارسة الطقوس القهرية (مع مراعاة التدرج من الموقف الأقل إزعاجاً إلى الأكثر على قائمة يتم إعدادها بعناية مع المعالج النفسي).
دور الأسرة في العلاج:
يبدي أقارب وأصدقاء الشخص المصاب بالوسواس القهري الرغبة في مساعدته ولكن لايعرفون كيف؟
ولا بد أن تعرف الأسرة أو الأصدقاء ماهية الاضطراب والبرنامج السلوكي ومعنى المواجهة وعدم الاستجابة ووقف الأفكار وتعرف المدة المناسبة لعمل أمور معينة وفي حال وجود مثل هذا التعاون يكون العلاج أسرع وأكثر فائدة.
قائمة المراجع والمصادر:
1-الاضطرابات النفسية،دليل علاجي تفصيلي، تحرير ديفيد بارلو ، الترجمة صفوت فرج.
2-الوسواس القهري، د.وليد سرحان مستشار الطب النفسي ، 2008.
3-اضطراب الوسواس القهري، دليل المساعدة الذاتية، د. أحمد بن نايف استشاري الطب والعلاج النفسي ، 2018.