إدمان الأطفال على الأجهزة الالكترونية والذكية
الأخصائية النفسية : تماضر الرشيد
مقدمة :
أسهم دخول التكنولوجيا الحديثة إلى مجتمعنا في السنوات الأخيرة بخلق جيل جديد من الأطفال المدمنين على استخدامها لا سيما الإنترنت وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي توفرها الشبكات للملايين من الناس حول العالم إلا أنها تمثل خطرا حقيقيا فيما لو تم استخدامها بإفراط خاصةً من قبل الأطفال وصغار السن ، فالإدمان على الإنترنت والهواتف الذكية يمثل أحد مظاهر إشكالات الشخصية وذلك قد يمثل مرحلة تمهيدية للانتقال إلى عالم الاضطرابات النفسية والتعقيدات.
تعريف الإدمان الإلكتروني:
الإدمان الالكتروني هو نوع من أنواع الاضطرابات التي يعاني منها بعض الأشخاص، كما صنفها بعض الأطباء النفسيين، والذي يوحي بالاستخدام القهري لـلإنترنت وتصفح المواقع ...
يعتبر إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية ظاهرةً يعاني منها معظم الآباء والأمهات، في وقت يجمع فيه خبراء الصحة على أن إدمان ألعاب الفيديو والأجهزة بات يمثل مشكلة حقيقية في مجتمعاتنا. إذ كشف الباحثون أن الإدمان على استخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، يخلف أضراراً صحية على الدماغ ويتسبب باضطرابات يمكن أن ينتج عنها حالة من القلق الشديد والتعب.
أسباب إدمان الأطفال للإنترنت والأجهزة الالكترونية :
• اهمال الوالدين لأبنائهم، وعدم الاهتمام بهم وبواجبتهم وأنشطتهم الرياضية.
• وجود الانترنت في كل بيت من بيوتنا، جعلت الأطفال يلجئون إلى استخدامها بشكل مستمر.
• وقوع المشاكل الأسرية والمشادات الكلامية بين الوالدين أمام الأطفال، والتي تدفعهم للجوء إلى الجلوس على الانترنت دون هدف.
• التواصل المستمر للأطفال مع أصدقائهم والتحدث عن الألعاب الالكترونية الحديثة يولد لديهم الشغف والجلوس أكثر على الانترنت للتعرف على هذه الألعاب.
مراحل الإدمان على الإنترنت:
المرحلة الأولى - مرحلة الاستحواذ أو الافتتان:
تحدث عندما يكون الطفل وافدًا جديدًا على الإنترنت أو أنه مستخدم موجود يحدث نشاطًا جديدًا، وهذه المرحلة تمتاز بأنها مسببة للإدمان للأطفال بدرجة عالية حتى الوصول إليها.
المرحلة الثانية – مرحلة التحرر:
في هذه المرحلة يصبح الأطفال غير مهتمين بالنشاطات التي كانوا يدخلون بها كما كانوا سابقاً، وبمجرد أن يصل الفرد إلى هذه المرحلة يمكنه أن يصل بسهولة إلى المرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة - مرحلة التوازن:
في هذه المرحلة يتلخص الاستخدام المعياري للإنترنت، ويكون الوصول إليه في فترات مختلفة من قبل الأفراد، وهذه المراحل يمكن أن تعاد في دورتها إذا وجد الفرد نشاطاً جديداً مثيراً له.
من أهم الأعراض التي تميز الطفل الذي لديه إدمان على الانترنت :
أعراض جسدية:
شعور عام بالكسل أو التعب.
صداع متكرر بسبب زيادة استخدام ألعاب الفيديو التي تسبب إجهاد العين.
تصلب الرقبة والكتف نتيجة الجلوس لساعات متواصلة.
زيادة الوزن بسبب نمط الحياة الخامل.
ضعف الشهية للطعام وإهمال النظافة الشخصية.
أعراض انفعالية :
مشاعر قوية من القلق والأرق و/ أو التهيج عند عدم القدرة على اللعب.
انفعالات عاطفية شديدة عندما لا يُسمح له باللعب.
المشكلات المعرفية والانتباهية التي تؤثر على الأداء الأكاديمي.
ترقب شديد ومضطرب لجلسة اللعب التالي
عزل نفسه (العزلة الاجتماعية) لقضاء المزيد من الوقت في اللعب.
آثار الإدمان على الانترنت :
أولاً -الآثار الصحية :
هناك مجموعة من الآثار الصحية التي قد يسببها الادمان على الانترنت ومنها مشاكل في العينين نتيجة للإشعاع المنبعث من الحواسيب والهواتف المحمولة ومشكلات العمود الفقري نتيجة الجلوس لفترة طويلة ومشاكل في اليدين والأذنين وقد يؤدي الى السمنة أو خسارة الوزن عند الأطفال واضطرابات في النوم.
ثانياً -الآثار النفسية:
يدخل الانترنت الطفل الى عالم وهمي افتراضي مما يسبب في اختلاط الواقع بالوهم، كما تقل مقدرة الطفل على خلق شخصية نفسية سوية قادرة على التفاعل مع المجتمع.
ثالثاً -الآثار الاجتماعية:
العزلة والانسحاب من التفاعل الاجتماعي مما يؤدي إلى خسارة الاصدقاء، اضطراب واختلال في الهوية الثقافية والعادات والقيم ،ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء و التفكك والتصدع الأسري.
الوقت المسموح به للجلوس أمام الشاشة (التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية):
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالتالي:
الرضع حتى 18 شهر من العمر يجب أن لا يكون هناك وقت للجلوس أمام شاشات الأجهزة الالكترونية.
الأطفال من عمر 18 حتى 24 شهر إمضاء بعض الوقت مع أحد الوالدين.
مرحلة ما قبل المدرسة لا يزيد الوقت على ساعة واحدة في اليوم مع وجود البالغين لمساعدتهم على فهم ما يرونه.
من عمر ٥ سنوات حتى ١٨ سنة يجب على الإباء وضع حد ووقت معين بحيث لا يتجاوز ساعتين يومياً كما يجب ألا تشغلهم عن الحصول على ما يكفي من النوم والقيام بالنشاط البدني.
نصائح وارشادات للأهل للتعامل مع ادمان الأطفال للأجهزة الالكترونية:
- المراقبة والمتابعة المستمرة، من دون إشعار الطفل بذلك، ودون منعه.
- استخدام برامج المراقبة الأمنية للأبناء؛ حيث يمكن للآباء مراقبة بعض أجهزة أبنائهم عن طريق تحميل برامج خاصة في أجهزة الكمبيوتر والجوال.
- على الوالدين تحديد ساعات معينة تسمح للطفل باستخدام الأجهزة الإلكترونية.
- المحافظة على غرف النوم، وأوقات الوجبات، وأوقات اللعب خالية من الأجهزة الإلكترونية.
- التوقف عن استخدام الشاشات قبل ساعة من وقت النوم، وإزالة الأجهزة من غرف النوم.
- إشراك الطفل في وضع قوانين وضوابط لاستخدام الأجهزة الإلكترونية؛ حتى يسهل عليه تطبيقها والتزامه بها.
- في حالات الإدمان الشديد، لابد من تقليص عدد الساعات التي يقضيها الطفل مع الأجهزة تدريجيًّا.
- مشاركة الطفل في أنشطته وألعابه غير الإلكترونية.
- تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية بوصفها وسيلة لتهدئة الطفل.
- تشجيع الطفل على فتح باب الحوار في مختلف المواضيع التي تثير اهتمامه.
- تجنب البرامج والتطبيقات التي تحتوي على الكثير من المحتوى العنيف.
- حث الطفل على ضرورة التحدث عند التعرض لأي وسائل تهديد، أو مواقف مثيرة للريبة.
- تثقيف الطفل حول الخصوصية وأهمية حماية المعلومات الشخصية.
- تعرف الأهل على أحدث البرامج والألعاب المشهورة لدى الأطفال والذي يساعد على توقع المخاطر المحتملة ومعالجتها.
المراجع
1-هادي، زهرة عباس . رشيد، سعاد حميد(2021) الإدمان الالكتروني وتداعياته السلبية على سلوك الأطفال من مستخدمي الأجهزة الذكية (دراسة ميدانية في مدينة بغداد).
2- مختار, وفيق صفوت. (2018) الأطفال والشباب وادمان الانترنت :مصر اطلس للنشر والإنتاج الاعلامي.