القلق عند الأطفال
المعالجة النفسية : ولاء لوهاج
مقدمة:
تعد السنوات الأولى من عمر الطفل الأساس لعملية التعلم مدى الحياة والبداية السليمة المبكرة هي أفضل ضمان لمستقبل الطفل ونماء قدراته ومعارفه ومهارته التي سيستخدمها في كل مراحل حياته.
مع الإيمان بأن الطفولة المبكرة هي مرحلة قائمة بذاتها من حق الأطفال أن يحيوها بكل ما فيها وفق إيقاعهم الخاص واحتياجاتهم وقوانين عالمهم وليس وفق ما يخططه ويرسمه لهم الكبار بحيث لا تتحول فقط إلى مرحلة إعداد للمستقبل.
النمو والتطور لدى الأطفال:
الطفل كيان واحد موحد مهم بكل جوانبه ، حيث يتأثر كل جانب (الحسي الحركي-الاجتماعي الانفعالي-المعرفي-اللغوي) بالجوانب الأخرى ويؤثر فيها.
إن هذه العبارة المختصرة تشكل أحد أهم ركائز النهج الشمولي التكاملي في تنمية الطفل ، والتركيز عليها هنا ليس لأن الأهل هم من يجزؤون الطفل ومجالات تطوره بل على العكس تماماً فهم يتعاملون مع الطفل كشخصية متكاملة ، فلكل مرحلة من مراحل تطور الطفل أهميتها وقيمتها الخاصة وإن أي تعثُر أو ضعف في أي مرحلة سيؤثر على المراحل التي تليها.
ولكل مرحلة من مراحل التطور خصائصها وتوقيت مخصص لذلك التطور فكل حالة من التطور لن يكون من السهل أن تحدث بشكل سليم وجيد في مرحلة زمنية أخرى ، فمثلاً يبدأ جميع الأطفال بتعلم اللغة منذ الولادة ، و الفترة من 9 أشهر إلى 3 سنوات ونصف تقريباً هي أهم حقبة زمنية في تعلم اللغة ، فإذا حصل أي إهمال لها خلالها فسوف يؤثر لاحقاً على تعلم اللغة وسيحتاج الأهل جهد أكبر لإكساب الطفل اللغة.
النمو والتطور:
هما مفهومان مختلفان لكنهما مترابطان متداخلان..
فالنمو عملية ازدياد في الحجم واكتساب الجسم خلايا إضافية مثل الطول والوزن ومحيط الرأس ....
أما التطور فيرتبط بالتغيرات التي تتعلق بتركيبة الشخصية ووظائف الحواس. وهذه التطورات التي يتعلم الطفل من خلالها التعاطي مع أمور أكثر تعقيداً في مجال الحركة والتفكير والإحساس والتعامل مع الآخرين.
وبذلك التطور يتضمن أبعادا متعددة ومترابطة فهي تشمل:
• البعد الحسي الحركي (القدرة على الحركة والتنسيق).
• البعد المعرفي (القدرة على التفكير).
• البعد العاطفي (القدرة على الشعور).
• البعد الاجتماعي (القدرة على إقامة علاقات مع الآخرين).
• البعد اللغوي.
• البعد الأخلاقي.
ومع أهمية التمييز بين النمو والتطور إلا أنه يجب علينا أن نركز في عملنا على أهمية تداخل وترابط المفهومين ، فمثلاً: التغذية ليست مجرد تغذية كمية ونوعية الغذاء فمن المنظور التطوري تعبر التغذية هي مسألة وعملية اجتماعية خاصة في السنوات الأولى فالإطعام عملية تفاعل بين الأم والطفل.
مفهوم الصحة النفسية للطفل:
يصعب على الوالدين أحياناً التمييز بين المشكلات السلوكية الطبيعية أو السوية المرتبطة بالنمو وبين الصعوبات التي تحتاج الى الانتباه الخاص ، و حتى لدى الراشدين يصعب تحديد وتعريف ماهي العمليات النفسية السوية وماهي الأنماط السوية من السلوك ويصبح الأمر أكثر تعقيداً لدى الأولاد الذين مازالوا في مرحلة النمو.
يمكن تصنيف المشكلات والصعوبات النفسية التي تجعل من حياة الأطفال حياة مرهقة ضمن فئات رئيسية ثلاثة من المشكلات:
1. اضطرابات النمو: وجود تباطؤ شديد في اكتساب القدرة على القراءة واكتساب اللغة المنطوقة والمكتوبة والتحكم بالعضلات ...
ولا تعتبر اضطرابات النمو اضطرابات نفسية أو سلوكية بالمعنى الحرفي للكلمة إلا أن الكثير من الأطفال يعانون جراء اضطرابات النمو هذه من صعوبات انفعالية وسلوكية مرتبطة بها.
2. الاضطرابات الانفعالية: نتحدث عن الاضطرابات الانفعالية عند الاطفال الذين يعانون من انحراف أو خلل في مشاعرهم أو انفعالاتهم (الاكتئاب – القلق) مع الإشارة إلى أن الأطفال ربما لا يعيشون المشكلة نفسها بالطريقة التي يعيشها الكبار.
3. اضطرابات السلوك الواضحة: يتصرف الأطفال بطريقة تزعج وتضر بالآخرين أو بطريقة لا تنسجم مع المعايير الاجتماعية (يسرقون.. يكذبون ويتعاركون مع بعضهم ويهربون من المنزل) ويقع فرط النشاط ضمن هذه الفئة.
متى يحتاج الطفل إلى المساعدة؟
يتمثل المعيار الأساسي لتقييم الصعوبات النفسية فيما إذا كان سلوك الطفل أو انفعالاته تسبب ضغطاً شديداً من المعاناة أو فيما كان سلوكه أو انفعالاته تعيق حياة الطفل نفسه أو عائلته.
وعادة ما يأخذ المتخصصون مجموعة كبيرة من الجوانب بعين الاعتبار عند تقييم الصحة النفسية للطفل:
§ شدة ومدة وتكرار المشكلة.
§ التناسب مع السن.
§ عدد المشكلات.
المشكلات النفسية والاضطرابات عند الأطفال واليافعين:
في السابق بحث الخبراء عن جذور المشكلات عند الأطفال في المحيط بشكل أساسي وبشكل خاص في علاقاتهم مع الوالدين.
أما اليوم فيعتقد أن غالبية الاضطرابات تنجم عن مجموعة كبيرة من العوامل التي تبادل التأثير مع بعضها:
§ العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية.
§ الاستعداد الوراثي: لكن لا يعني التجهيز الوراثي بالضرورة أن المشكلة ستظهر.
§ الطبع والمزاج: يقصد بالطبع والمزاج (الأسلوب) الناتج من ردود الأفعال أو طريقة ردود أفعالنا أي الأسلوب الذي نستجيب من خلاله لموقف من المواقف (التناغم بين الطفل ووالديه).
§ الذكاء المحدود وإصابات الدماغ .
§ عوامل المحيط: المشكلات الأسرية أو الخبرة المباشرة للكوارث أو الفقدان لأحد الوالدين كما وأن لبعض مظاهر أساليب التربية أهمية في هذا المجال.
الخوف عند الأطفال:
يمثل النمو الانفعالي أبرز مظاهر النمو لدى الطفل فعملية النمو كسلسلة مترابطة ومستمرة تؤثر وتتأثر بمظاهر النمو الأخرى ومساراتها.
الإدراك الحسي لدى الطفل والعقلي كذلك يجسدان أنماطا ملموسة ومحسوسة في الواقع لا يمكن تصورها لذا ينشأ خيال الطفل في عالم المجهول لذا تبدو مخاوف الأطفال مختلفة حسب البيئة الخارجية المحيطة (الأسرة / الثقافة / المجتمع / رفاق اللعب).
مثال : تعلق الطفل بوالدته من المظاهر الانفعالية التي نشاهدها فمثيرات الخوف من عملية الانفصال بين الطفل ووالدته تؤكد حقيقة مفادها بأن الخوف ظاهرة طبيعية عند الأطفال.
الخوف عند الأطفال ظاهرة طبيعية:
يبدأ الخوف بالظهور عندما يقترب الطفل من نهاية العام الأول من ولادته حيث تتمثل في الخوف من الأشياء الغريبة ومن الأصوات العالية والأجسام والناس غير المألوفين لدى الطفل.
في سن ما قبل المدرسة نجد العديد من الأطفال يعانون من الخوف الذي ينتهي بمرور الوقت ونادراً ما تكون له عواقب طويلة المدى ومن الشائع في هذه المرحلة أن يخاف الأطفال من الحيوانات والمخلوقات الخيالية والعواصف الرعدية والأماكن الغريبة.
الفرق بين الخوف والقلق
السبب و الموضوع في القلق مجهول أما السبب والموضوع في الخوف فهو معروف.
التهديد في القلق نابع من مصدر داخلي أما التهديد في الخوف فهو نابع من مصدر خارجي.
الصراع في القلق موجود أما الصرع في الخوف فهو غير موجود.
المدة في القلق مزمنة أما المدة في الخوف فهي لحظية.
القلق عند الأطفال
جميع الأطفال يعانون من القلق. القلق عند الأطفال متوقع وطبيعي في أوقات محددة في النمو، مثلا من حوالي عمر 8 أشهر وحتى سنوات قبل المدرسة، الأطفال الأصحاء قد يظهرون شدة الضيق (القلق) عند وقت الانفصال عن الوالدين الأطفال الصغار قد تكون مخاوفهم قصيرة (مثل الخوف من الظلام والحيوانات والعواصف والغرباء).
الأطفال القلقون غالباً ما يكونوا كثيرين التوتر، وقد يسعى البعض لكثير من الطمأنينة ، وقلقهم هذا قد يتداخل مع نشاطهم.
الآباء يجب أن يتنبهوا إلى علامات القلق الشديد حتى يمكنهم التدخل المبكر لمنع المضاعفات.
وهناك أنواع مختلفة من القلق لدي الأطفال.
قلق الانفصال:
§ أفكار ثابتة وخوف شديد بشأن سلامة الأهل والمربي.
§ رفض الذهاب إلى المدرسة.
§ وجع المعدة المتكرر وشكاوي جسمية أخرى.
§ القلق الشديد إزاء النوم خارج المنزل.
§ كثيراً ما يكون غير مستقل.
§ الهلع أو نوبات الغضب وقت الانفصال عن الوالدين.
§ اضطراب النوم والكوابيس.
§ كثير من القلق بشأن الأمور قبل حدوثها.
القلق الاجتماعي:
§ الخوف من مواجهه أو الحديث مع الناس.
§ تجنب المناسبات الاجتماعية.
§ أصدقاء قلة خارج الأسرة.
§ مخاوف من الإحراج أو الوقوع في أخطاء.
§ انخفاض احترام الذات وانعدام الثقة بالنفس.
الرهاب المحدد:
§ الخوف الشديد من شيء أو وضع معين مثل (الكلاب، والحشرات، الطبيب، ركوب الطائرة).
§ مخاوف تسبب القلق والتداخل في الأنشطة المعتادة.
خطوات التعامل مع القلق عند الأطفال:
الخطوة الأولى - التعرف على مشاعر الطفل :
لا يعبر الأطفال عن مشاعرهم دائماً بطريقة لفظية، انتبه للتغيرات في تصرفات الطفل واطلب من الأهل والمسؤولين عنهم أن يراقبوا كيفية تعاملهم مع أصدقائهم (هل يبدون أكثر هياجاً أو عدوانية أو انسحاباً).
إذا كان الطفل يبدو قلقاً حاول أن تجد بيئة آمنة خاصة به تمكنه من التعبير عن مخاوفه وأفكاره من خلال الكلام أو الكتابة أو الرسم، استمع جيداً لما يقوله الطفل حتى تتمكن من فهم مشاعره.
ارسم والعب مع الأطفال الأصغر سناً قد لا يكون هؤلاء الأطفال قادرين على التعرف على شعورهم بوضوح ولكن إذا سمحت لهم بتوجيه النشاط أو يكون لهم بعض السيطرة عليه فقد تظهر على السطح مخاوفهم المخبأة.
الخطوة الثانية - دعم مشاعر الأطفال:
تمكين الأطفال من التعامل مع مشاعرهم مهم جداً في مساعدتهم لتحقيق الاستقرار الداخلي.
اسأل الطفل عن مخاوفه ومشاعره المحددة ثم اكتبها والتحدث معه بطريقة واقعية للمساعدة على مواجهتها.
أعلم الأطفال أنه من الطبيعي أن يشعروا بهذه المشاعر وأنك ستتخذ خطوات لمساعدتهم:(ممن أنت قلق الآن؟ كيف يمكنني مساعدتك).
مثال:( إذن أنت خائف أن تحدث الحرب مرة أخرى بالتأكيد يمكنني فهم سبب شعورك بذلك) شكرا لأنك أخبرتني بحقيقة مشاعرك .... رغم ذلك هنالك شيء واحد نعرفه بالتأكيد وهو أنه لا تحدث حرب الآن ولا تسقط قذيفة الآن في هذه الغرفة الآن.
ساعد الطفل على تصنيف وتسمية مشاعرهم المختلفة مهما كانت طبيعة هذه المشاعر.
علم الأطفال الطرق الصحيحة للتعبير عن شعورهم بالقلق مثل استخدام التهدئة والتنفس العميق والألعاب الرياضية ... أخبرهم أن القلق يمكن أن يكون شيئاً جيداً لأنه يدفع الشخص لإحداث تغييرات إيجابية.
تقبل مشاعر الأطفال دون إصدار أحكام أو انتقادات ودعهم يشعرون بما يحتاجون أن يشعروا به يحتاج الطفل لمعرفة أن جميع المشاعر لا بأس بها وأنه لا يوجد هناك مشاعر صحيحة ومشاعر خاطئة.
الخطوة الثالثة – التدرب على تقنيات الاسترخاء:
عندما يكون الأطفال مضغوطين تحمل أجسامهم هذا التوتر تعلم كيفية استرخاء الجسم هو الأساس للتكيف الفاعل مع القلق والضغط.
1-التنفس العميق: هذه الطريقة سهلة جداً وفعالة لمساعدة الطفل على الاسترخاء فهي تهدئ رد فعل الجسم على التوتر بسرعة.
اقترح على الطفل أن يأخذ ببطء شديد أنفاساً عميقة عبر الأنف إلى أن ينتفخ بطنه كالبالون قبل أن يدع الهواء يخرج ببطء من خلال الفم اطلب من الطفل أن يعد حتى 10 أنفاس هادئة.
نفذ هذه التقنية بنفسك أمام الطفل و شجع الأطفال على التنفس بهذه الطريقة كلما شعروا بالضغط أو القلق.
2- استرخاء الجسم:جد ركناً هادئاً ومريحاً وشجع الطفل ليجلس فيه مستريحاً وأن يأخذ أنفاساً عميقة اجعله يشد المنطقة المتوترة من جسمه لمدة 5 ثواني ثم يقوم بإرخائها مع إعادة هذه العملية لعدة مرات يمكنك استخدام هذه الطريقة لكامل جسد الطفل.
3-استخدام الخيال:اطلب من الطفل إغلاق عينيه والتفكير في المكان الأجمل والأكثر أمناً الذي يمكنه تخيله يمكن لهذا المكان أن يكون حقيقياً أو متخيلاً في الداخل أو الخارج هذا المكان هذا المكان يمكن أن يكون مخصصاً له فقط أو يمكنه اصطحاب أي شخص هناك يساعده على الشعور بالأمان ويمكن أن يكون هذا المكان من خيال الطفل اطلب من الطفل أن يلاحظ فعلياً جميع الأشياء المفرحة المريحة والأحاسيس التي يمر بها في هذا الركن الآمن شجع الأطفال على اعتبار هذا المكان الآمن ملاذاً يلجؤون إليه عند الحاجة.
4-تهدئة الحواس: في وقت الضغط من المفيد الانشغال بأنشطة ممتعة تساعد على تهدئة الطفل والتخلص من المخاوف ورعاية الجسم وعيش اللحظة / البقاء في الحاضر.، وأمثلة هذه الأنشطة على مستوى الحواس المختلفة هو ما يلي:
5-حاسة الشم:اقترح على الأطفال / المراهقين استخدام مرطب جسم معطر مفضل لديهم أو أخذ حمام فقاعات إذا كان لديهم حوض استحمام في البيت أو وضع زهور ذات رائحة زكية / شجعهم على المشاركة في خبز الكعك أو الخبز / شجعهم على التركيز في روائح مهدئة ومفضلة لديهم.
6-حاسة السمع: اجعل الأطفال يستمعون لشيء مبهج / موسيقى هادئة أو ممتعة / اقرأ كتاباً بصوت عالٍ أو اسرد قصة للأطفال الأصغر سناً / اقترح الاستماع لبعض الأصوات التي يمكنها المساعدة مثل صوت النماء الجاري، صوت العصافير، صوت شخص يحبونه أو صوت أمواج البحر.
7-حاسة اللمس:علم الأطفال كيف يستخدمون اللمس لتهدئة أنفسهم مثلاً يمكنهم فرك أو لمس قطعة قماش يشعرهم ملمسها بالراحة / ملمس الرمل الجاف والطين ودمى الحيوانات والحيوانات الأليفة وحتى ملمس وجه أحد الوالدين.
8-حاسة البصر: اجعل الأطفال ينظرون إلى صورة أو لوحة فنية ويصفون ما يرونه شجعهم على ملاحظة الحيوانات والنباتات في الطبيعة أو مشاهدة أفلام رائعة المشاهد / شجعهم على تأمل المساحات الخضراء والأشجار والبحر أو ببساطة تصفح القصص المصورة للأطفال الأصغر سناً.
9-حاسة التذوق: قدم للأطفال مشروبهم المفضل أو ادعهم لتناول الطعام أو الحلوى المفضلة لديهم شجع الطفل على الإبطاء أثناء الأكل حتى يستمتع بمذاق الأكل الذي يأكله.
أيضا فمن المفيد استعراض والانتباه إلى العلامات المبكرة للقلق مع الطفل أو المراهق والتي قد تشمل:
§ ضيق في الصدر / والتنفس / التعرق / تسارع ضربات القلب / الرجفة
§ أنشئ أنت والطفل قائمة بهذه العلامات
" كيف يكون جسدك عندما تبدأ بالشعور بالقلق الشديد "
" أخبرني بماذا تفكر مباشرة قبل أن تشعر بالقلق "
" هل تلاحظ ما أنت قلق أو خائف بسببه؟ ما الذي يخيفك أكثر شيء؟"
" ماذا يمكن أن نفعل لمساعدتك للتغلب على هذه المخاوف؟"
نوبات الفزع:
رغم أن حدوث نوبات الفزع ليس بالأمر الشائع إلا أن الأطفال والمراهقين الذين مروا بمخاوف قوية أو ضغوط حياتية صعبة قد يعانون من نوبات الفزع ، و قد تتضمن نوبات الفزع اندفاعاً مفاجئاً للخوف بالتزامن مع أعراض جسدية وسلوكية ، وفي المعتاد تحتد نوبة الفزع وتبلغ ذروتها لفترة تدوم عدة دقائق قبل أن تخمد وتنتهي ، وهي بالعادة تظهر دون سابق إنذار وتشمل الأعراض التالية:
· خوف وانزعاج غير متوقع وغير مسبوق (مفاجئ).
· شدة وتسارع ضربات القلب.
· الشعور بالدوخة أو الدوار.
· ضيق التنفس.
· الرجفة.
· الشعور بالغثيان أو ألم المعدة.
· الخوف من الموت أو فقدان السيطرة.
التعامل مع نوبة الفزع أو الهلع:
من المفيد أن نذكر أولاً أن هذه النوبات لا تعني أن الطفل أو المراهق ضعيف، أو أنه على وشك الإصابة بالجنون أو الفقدان التام للسيطرة إلا أن هذه النوبات تشكل إشارة خطيرة إلى حاجة الطفل للمساعدة كي يستطيع التعامل مع هذا الخوف الشديد.
ساعد الطفل على تقبل ومواجهة الأعراض بدلاٍ من محاربتها "حسناً ها هي النوبة تأتي يمكنك أن تدع جسمك يخوضها راقب وانظر كيف تفعل ذلك يمكنك اجتياز ذلك خذ الوقت الذي تحتاجه لتسترخي سوف ينتهي ذلك قريباً".
عليك توجيه هذه العبارات مباشرة للطفل أو المراهق بمزيد من التدريب والخبرة سيتعلم الطفل أو المراهق الانخراط في محادثة مفيدة مع النفس.
كلما أمكن كن متواجداً لأجل الطفل أثناء وبعد النوبة فالطفل الذي يعاني من نوبات الفزع بحاجة لمساعدة متواصلة، حول الطفل لجهة مختصة أو أخصائي نفسي للتقييم.
العلاج:
مشاكل القلق الشديد لدي الأطفال يمكن معالجتها. إن العلاج المبكر يمكن أن يمنع المصاعب المستقبلية، مثل فقدان الأصدقاء، الفشل في الوصول إلى الإمكانيات الاجتماعية والأكاديمية والشعور بقلة الثقة بالنفس ، والمعالجة تشمل المجموعة التالية:
§ الطب النفسي للفرد والمعالجة الأسرية والأدوية، والعلاج السلوكي.
§ لو القلق أصبح حاداً وبدا متعارضاً مع نشاطات الطفل المعتادة، (مثلاً الانفصال عن الوالدين والتواجد في المدارس وتكوين الأصدقاء) على الوالدين التفكير في البحث عن تقييماً من طبيب نفسي متأهل في الصحة العقلية أو الطب النفسي للأطفال والمراهقين.
المراجع
1-(الصحة النفسية للطفل، د محمد المهدي، مصر، مطبعة الانجلو المصرية ، 2007 ، الطبعة الأولى).
2-(القلق التوقعي دليل للمهنيين العاملين في مجال في مجال الدعم النفسي للأطفال المتأثرين بالحرب، دليل تم العمل عليه من قبل Mercy Corpsفي مدينة غزة).