الصحة النفسية والنوم الجيد

إنشاء بواسطة عمر الدوري في الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي 24 سبتمبر 2025
مشاركة

 


الصحة النفسية والنوم الجيد: علاقة لا يمكن تجاهلها


مقدمة


النوم ليس مجرد فترة راحة للجسم، بل هو عملية حيوية ضرورية لسلامة الدماغ والصحة النفسية. تشير الدراسات إلى أن الإنسان يقضي ما يقارب ثلث حياته نائمًا، وهذا الوقت مهم لإعادة بناء طاقته العقلية والجسدية. قلة النوم أو اضطرابه لا يؤثران فقط على الجسد، بل يؤديان أيضًا إلى مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب وضعف التركيز.


 


أولًا: مراحل النوم وعلاقتها بالعقل


النوم يمر بعدة مراحل متتابعة:



  1. النوم الخفيف: بداية الاسترخاء وانخفاض نشاط الدماغ.

  2. النوم العميق: مرحلة ترميم الجسم وتجديد الطاقة.

  3. مرحلة حركة العين السريعة (REM): تحدث فيها الأحلام، ويقوم الدماغ بمعالجة المعلومات وتثبيت الذكريات.


أي خلل في هذه المراحل قد يؤدي إلى ضعف التركيز وتشتت الانتباه وتدهور الصحة النفسية.


 


ثانيًا: آثار قلة النوم على الصحة النفسية



  • ارتفاع مستوى التوتر والقلق بسبب زيادة هرمون الكورتيزول.

  • ارتباط وثيق بين اضطرابات النوم والإصابة بالاكتئاب.

  • ضعف القدرات المعرفية مثل التركيز واتخاذ القرارات.

  • تغيرات مزاجية حادة وزيادة العصبية.

  • زيادة احتمالية الإصابة باضطرابات نفسية مثل الهلع أو الوسواس القهري.


 


ثالثًا: كيف يؤثر النوم الجيد إيجابيًا على النفسية؟


النوم المنتظم والجيد يعزز القدرة على التركيز والإبداع، ويساعد على تنظيم العواطف وتقليل التقلبات المزاجية. كما يساهم في تعزيز التعلم وتخزين المعلومات، ويزيد من قدرة الفرد على مواجهة الضغوط اليومية.


 


رابعًا: استراتيجيات عملية لتحسين النوم



  1. تنظيم الروتين اليومي



  • تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ.

  • تجنب النوم الطويل خلال النهار.



  1. تهيئة بيئة النوم



  • جعل الغرفة مظلمة وهادئة.

  • ضبط درجة الحرارة لتكون معتدلة.

  • تخصيص السرير للنوم فقط.



  1. تقليل المؤثرات



  • تجنب الكافيين والنيكوتين في ساعات المساء.

  • الابتعاد عن الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.

  • استبدال استخدام الهاتف بالقراءة أو الاستماع لشيء هادئ.



  1. النشاط البدني



  • ممارسة الرياضة نهارًا، مثل المشي نصف ساعة يوميًا.

  • تجنب ممارسة التمارين الشديدة قبل النوم مباشرة.



  1. تقنيات الاسترخاء



  • ممارسة التنفس العميق ببطء.

  • القيام بالتأمل أو اليوغا.

  • كتابة الأفكار المقلقة قبل النوم للتخلص من القلق.


 


خامسًا: متى نطلب المساعدة؟


ينصح بمراجعة المختص إذا استمر الأرق أو اضطراب النوم لفترة تتجاوز الشهر، أو إذا أثر على الأداء الدراسي أو العملي، أو إذا صاحبه قلق أو اكتئاب أو نوبات هلع. قد يكون السبب عضويًا مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو نفسيًا مثل القلق والاكتئاب.


 


خاتمة


النوم الجيد عنصر أساسي للصحة النفسية. من ينام بشكل كافٍ ومنتظم يتمتع بقدرة أكبر على مواجهة التحديات اليومية ويعيش حياة أكثر توازنًا وهدوءًا. لذلك يجب أن نعامل النوم كأولوية لا تقل أهمية عن الغذاء أو النشاط البدني.


 


المراجع العربية



  • أحمد عكاشة (2003). الطب النفسي المعاصر. دار المعارف.

  • سامر جميل رضوان (2009). مقدمة في الصحة النفسية. دار الفكر.

  • عبد الستار إبراهيم (2010). القلق: أسبابه وأساليب علاجه. مكتبة الأنجلو المصرية.

  • عبد الرحمن العيسوي (2001). الصحة النفسية والعلاج النفسي. دار المعرفة الجامعية.


 


 

التعليقات (0)

مشاركة

update.share_this_post_with_others