التعامل مع الأطفال في الازمات
الاخصائية النفسية: هنادي أسعد
تعريف الازمة:
تمثل إدراك الفرد لحدث ما أو موقف معـن بأنـه صـعب الاحتمـال وتجاوز أو یفــوق میكانیزمــات المواجهــة أو التوافــق لــدى الشــخص ويستنفذ فـي نفـس الوقـت كـل مصـادر وأساليب المواجهـة. وإ ذا لـم یـتم مسـاندة الشــخص للــتخلص مــن أو التخفيف مــن الأزمــة وإ عادتــه إلــى ســابق حالتــه الانفعالية قبـل الأزمـة یمكـن أن تسـبب الأزمـة خلـلاً أو عجـزاً وظیفیـاً انفعاليا، أو معرفیاً سلوكیاً.
آثار الظروف الصعبة على الأطفال في ظل الازمات:
· عدم تلبية الاحتياجات المادية كالطعام والشراب.
· النقص في الحنان والأمان.
· تغيير مجرى الحياة اليومية.
· إعاقة عملية التعليم وانعدام التجارب والخبرات الجديدة.
· النقص في الثناء والتقدير: إن العيش في ظل الصعوبات يجعل الأطفال يقفدون اهميتهم وقد يرون بأن المجتمع تخلي عنهم.
· عدم توافق المسؤوليات مع العمر كتحملهم مسؤولية عوائلهم.
المؤشرات القوية لتأثر الأطفال بالحرب والقتال:
· تراجع الطفل أو نكوصه إلى سلوك طفولي كان قد نما وتجاوزه في مرحلة من مراحل عمره السابقة، مثال الخوف من النوم منفرداً، والتبول اللاإرادي، ومص الإصبع وغيرها من تصرفات تميّز من هم أصغر منه سناً.
· التعلق الزائد بأحد والديه أو كليهما وقلقه إذا ابتعد عنهما ولو لوقت قصير.
· الانطواء الشديد الذي لا ينسجم مع طبيعة نفسيته السابقة.
· اضطراب النوم والكوابيس الليلي.
· التعلق الوسواسي القهري بأمور الحرب كتكرار الأسئلة المتعلقة بهذه الحرب.
· الخوف من أمور لم يكن يخافها من قبل كالظلمة والليل.
· السلوك العدواني من الضرب والاعتداء على الأشقاء أو غيرهم.
ترشيد التعامل مع وسائل الإعلام:
تكثر في هذه الأيام النشرات الإخبارية وقت الأزمات ومن باب أولى أن تؤثر على في الصغار ،ويمكن للاباء والمعلمين بالحد من هذه التأثيرات السلبية من خلال الإرشادات التالية والتي تساعد في الحد من تلك التأثيرات السلبية :
· -لا تفترض أن الأطفال لا يعرفون ما يجري من أحداث : كثير من الأطفال يرون ويسمعون أكثر مما نتوقع ومن هنا تأتي أهمية سؤالهم عما رأوه أو سمعوه، وعن مشاعرهم حول هذه الأحداث.
· - تنبه إلى علامات إصابة الأطفال بالقلق :بعض الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالقلق من غيرهم عندما يتابعون نشرات الأخبار وذلك بحسب أعمارهم ومزاجهم ويزداد احتمال تعرضهم للقلق إذا كانوا هم أنفسهم ضحايا للعدوان أو الأذى في السابق كحرب أو عنف أو غيرها.
· -انتبه لما يشاهده الأطفال: حاول حماية الأطفال من الصور المؤثرة والمعلومات المزعجة في بعض البرامج المعروضة، وحاول ألا ترتكب الخطأ الذي ترتكبه بعض الأسر عندما يبقون التلفاز أو المذياع يعمل طوال الوقت لعرض بعض مشاهد التدمير والعدوان التي تكررها وسائل الإعلام.
· -استحث العزيمة لدى الأطفال عوضاً عن الشعور بالعجز: حث الأطفال على أداء عمل إيجابي في نطاق الأزمة الواقعة كالحرب أو النزاع أو غيرها، كجمع التبرعات وحضور ندوات الحوار، فهذا أنفع لهم.
· -أكد على الإيجابيات التي يمكن أن تنشأ عن الأزمة: اشرح لأبنائك كيف أن الأزمات لا شك أنها تسبب عواطف الحزن ومشاعر المواساة مع الضحايا وأسرهم، وأن كل هذا ينشئ بين الناس مشاعر التعاطف والتضامن والتكافل.
ما الذي يمكنكم القيام به لمساعدة طفلكم؟
· البقاء على اتصال مع الأصدقاء و الأسرة: يمكنكم محاولة تخصيص اوقات مجددة في روتينكم اليومي لأطفالكم كي يتواصلوا مع أصدقائهم وأقاربهم. هذه أيضاً طريقة رائعة لدعم افراد الأسرة الضعفاء مثل الاجداد المسنين الذين قد يشعرون بالوحدة أيضاً.
· توفير الدفء والدعم: عاهدوا طفلكم بأنكم ستبذلون قصارى جهدكم لرعايته وحمايته. قولوا لهم بأنهم على رأس أولوياتكم، كونوا عطوفين مع طفلكم من خلال احتضانه أو الإمساك بيده. قولوا له أنك تحبونهم وهذا يساعد على زيادة الطمأنينة
· قضاء الوقت والتحدث معاً: إن قضاء بضع دقائق فقط في إيلاء الاهتمام لطفلكم كلما استطعتم، من شأنه مساعدته على الشعور بمزيد من الثقة وبمقدار أقل من القلق حاولوا تخصيص وقت للإصغاء إليه وفهمه. اسألوه عن شعوره تجاه العزلة عن الأصدقاء والأسرة ، أو عن شعوره تجاه التغيب عن المدرسة. إسألوه عن التجارب الاكثر إجهاداً بالنسبة له وأيها أكثر صعوبة لناحية التكيف معها.
· تشجيع السلوك الجيد: تساعد قواعد الأسرة في الحفاظ على سالمة أطفالكم وتساعدهم على التصرف بصورة جيدة. يمكن أن يساعد تدوين قائمة بسيطة من القواعد المنزلية طفلكم في تذكرها. تلعب الكلمات الايجابية دوراً مهمة جداً في التأكد من أن طفلكم يعرف ما تريدون رؤيته مثل ”تحدث بأدب “أو ”أكمل عملك الأكاديمي كل صباح“ أو ”كن لطيفاً “أو ”حافظ على المنزل مرتباً“.
· الحفاظ على الروتين اليومي : شجعوا أطفالكم على القيام بواجباتهم المدرسية )القراءة والرياضيات والكتابة(، حتى إذا كانوا يذهبون إلى المدرسة بانتظام في الوقت الحالي إضافة إلى الالتزام بمواعيد النوم والاستيقاظ سيساعدهم ذلك على التعلم وسيشغلهم أيضا
· التشجيع على اللعب : اللعب مهم في مساعدة أطفالكم على الاسترخاء. ويمثل فرصة لهم للتغلب على الإجهاد السابق والحالي ومساعدتهم على الاستعداد للمستقبل. شجعوا طفلكم على اللعب معكم أو مع أشقائه أو أي شخص آخر معزول معكم خلال هذه الفترة. هذا يساعد على الحفاظ على بعض مظاهر الحياة الطبيعية في حياتهم.
التعامل مع الفقدان أو الوفاة:
سنذكر بعض النصائح التي تساعدهم في التعامل مع أطفالكم في أعقاب الازمات وبشكل خاص على الأطفال خلال الفقدان أو حالة الوفاة .
· -قد يكون فقدان شخص تحبه أو نشعر بالقرب منه أمرًا صعبا ومؤلما للغاية. الحزن هو رد فعل عاطفي طبيعي قد تشعرون به أو طفلكم بسبب وفاة شخص ما خلال الأزمة التي مررت بها. لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للحداد، ولكن قد تشعرون أن طفلكم قلق أو خائف أو حزين أو مخدر أو حتى غير قادر على النوم.
· - اشرحوا بطريقة تلائم كل عمر ما حدث ودعوهم يعرفون أنهم يستطيعون نقاش ما يشعرون به معكم في أي وقت.
· -كونوا متعاطفين ولا تصدروا أحكاما بشأن ما يشعرون به كونوا فضوليين في استكشاف ما يشعرون به ولكن لا تكونوا انتهازیین
· - إذا وجدتم أن طفلكم يجد صعوبة للإنفتاح والتحدث معكم ، فحاولوا الانخراط في نشاط معًا ثم ابدأوا المحادثة معه شجعوا طفلكم على الانفتاح على ما يشعر به يمكنه رسم الصور أو الاحتفاظ بمذكرات للتعبير.
· -تحدثوا عن الشخص الذي توفي أو فقد، وشاركوا أي ذكريات لديكم عنه.
· -اقضوا وقتا ممتعا مع أطفالكم. سيساعد ذلك في جعلهم يشعرون بالأمان والاسترخاء.
قائمة المراجع و المصادر :
· 1- البنا، عادل، مجلة كلية التربية ، جامعة الإسكندرية، المجلد الأول العدد (1) سنة 2009 الفنيات السيكولوجية المستخدمة في إدارة الأزمات.
· 2- شيخاني ،احمد ،الاطفال والحرب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال خلال الأزمات والكوارث ،مركز التفكير الحر .
· 3- المبيض، مأمون .التعامل مع الاطفال في الأزمات،الهلال الأحمر القطري .
· 4- UNODC رعاية طفلكم في الأزمات.
https://www.unodc.org/unodc/en/drug-prevention-and-treatment/index.html