يُعد اضطراب نتف الشعر أحد الاضطرابات النفسية المزمنة التي تُصنَّف ضمن مجموعة "الاضطرابات الوسواسية القهرية والاضطرابات ذات الصلة"، وذلك وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي. وتضم هذه المجموعة عدة اضطرابات تشترك في بعض السمات السلوكية أو المعرفية، مثل الوسواس القهري، واضطراب نتف الجلد، واضطراب الاكتناز، واضطراب التشوّه الجسدي.
ويظهر اضطراب نتف الشعر في صورة رغبة قهرية متكررة لنتف الشعر من مناطق مختلفة من الجسم، أبرزها فروة الرأس، الرموش، الحواجب، ما يؤدي إلى فقدان ملحوظ للشعر وتأثيرات نفسية واجتماعية واضحة.
"اضطراب نفسي سلوكي يتمثل في قيام الفرد بنتف شعره بشكل متكرر ولا إرادي من مناطق معينة من الجسم، مما يسبب تساقطًا ظاهرًا للشعر، ويُصاحَب هذا السلوك غالبًا بتوتر داخلي يسبق الفعل، وإحساس مؤقت بالراحة أو المتعة بعد القيام به، وقد يتبعه شعور بالذنب أو الخجل، كما يُسبب هذا السلوك خللًا واضحًا في الأداء الاجتماعي أو الدراسي أو المهني للفرد."
القلق أو التوتر أو الضغوط المدرسية والعائلية.
الاكتئاب أو اضطرابات المزاج.
مشاعر داخلية كالغضب أو الفراغ العاطفي.
اضطراب في توازن النواقل العصبية (مثل السيروتونين، الدوبامين).
نشاط زائد في مناطق معينة من الدماغ المرتبطة بالتحكم الذاتي.
السلوك يبدأ كعادة مكتسبة ثم يتحول إلى إدمان قهري.
التعزيز الإيجابي (شعور بالراحة بعد النتف) يعزز استمراريته.
وجود تاريخ عائلي للاضطراب أو اضطرابات ذات صلة.
بقع خالية من الشعر (Focal Alopecia).
التهابات جلدية أو تهيج في أماكن النتف.
أحيانًا تناول الشعر (Trichophagia)، مما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي.
الشعور بالضيق أو التوتر قبل النتف.
الشعور بالراحة أو المتعة بعده.
الإحراج، الذنب، الانسحاب الاجتماعي.
محاولات متكررة غير ناجحة للتوقف.
القيام بالسلوك سرًا.
استخدام أدوات لمساعدة النتف.
نتف متكرر للشعر يؤدي إلى فقدان ملحوظ له.
محاولات متكررة للتقليل أو التوقف عن السلوك.
يسبب السلوك ضيقًا نفسيًا أو خللًا وظيفيًا اجتماعيًا أو أكاديميًا.
لا يُعزى إلى حالة طبية أخرى (مثل الثعلبة).
لا يمكن تفسيره من خلال اضطراب نفسي آخر (مثل اضطراب التشوه الجسدي أو اضطراب طيف التوحد).
اضطراب نتف الشعر يُعد حالة معقّدة تتراوح بين طيفين:
يترافق مع أفكار مزعجة (وساوس) مثل "الشعر غير متساوٍ"، أو "شعرة بارزة يجب إزالتها".
النتف يُخفف القلق الناتج عن هذه الوساوس.
السلوك طقسي ويُتبع بندم.
لا تسبق السلوك أفكار وسواسية، بل شعور داخلي بالضغط أو التوتر.
يحدث الفعل لتحقيق راحة أو متعة مؤقتة.
يشبه اضطرابات التحكم في الدوافع مثل قضم الأظافر أو هوس السرقة.
المقارنة | وسواسي | اندفاعي |
---|---|---|
الدافع | أفكار مزعجة | رغبة جسدية/عاطفية |
بعد السلوك | شعور بالندم | شعور بالراحة ثم ندم محتمل |
درجة الوعي | عالية غالبًا | منخفضة أو تلقائية |
الهدف | تخفيف القلق | تحقيق راحة أو متعة |
النتف الواعي (Focused): يُمارس عن قصد كرد فعل للتوتر.
النتف التلقائي (Automatic): دون وعي أثناء أنشطة أخرى.
الاسم (مستعار): ريم
العمر: 17 سنة
المرحلة: الصف الحادي عشر
السبب في الإحالة: فقدان شعر ملحوظ، انسحاب اجتماعي، سلوك نتف مستمر.
تشعر برغبة شديدة لا تستطيع مقاومتها لنتف شعرها.
تمارس السلوك أثناء القلق أو الفراغ.
تشعر بالراحة بعد النتف، ثم بالندم والذنب.
ترتدي غطاءً للرأس باستمرار.
فشلت في التوقف رغم محاولاتها المتكررة.
لا يوجد تاريخ مرضي سابق.
تعرضت لضغط دراسي مرتفع بعد انتقال مدرسي.
تميل إلى الكمالية والحساسية المفرطة.
الهدف:
تعديل السلوك القهري، وتنظيم المشاعر المرتبطة به، وتعلم مهارات بديلة.
استخدام مقياس MGH لتحديد شدة الحالة.
رسم خريطة السلوك (متى، أين، كيف، ولماذا).
البدء في استخدام "يوميات النتف".
شرح طبيعة الاضطراب وأسبابه.
توضيح الفرق بين الوسواس والاندفاع.
إزالة وصمة العيب والذنب.
الوعي بالسلوك: تحديد اللحظات التي يسبقها النتف.
الاستجابة التنافسية: مثل:
قبض اليد.
اللعب بأدوات مطاطية.
الضغط على كرة صغيرة.
التدخل البيئي: تقليم الأظافر، ارتداء قفازات، تغطية المرآة.
التحدي المعرفي لأفكار مثل: "أنا ضعيفة"، "لا أستطيع التوقف".
تعزيز التفكير الإيجابي والواقعي.
تمارين التنفس العميق.
التأمل الذهني (Mindfulness).
تدريبات استرخاء عضلي تدريجي.
تدريب الأسرة على التعاطف لا الانتقاد.
تعليم التعزيز الإيجابي.
تقوية المهارات الاجتماعية.
10–16 جلسة بمعدل مرة أسبوعيًا، مع متابعة شهرية بعد البرنامج.
تقليل مرات النتف.
تحسن التحكم بالسلوك.
تعزيز التقدير الذاتي والثقة.
عودة التفاعل الاجتماعي تدريجيًا.
اضطراب نتف الشعر هو اضطراب نفسي جدي، قد يُخفيه الكثيرون بسبب الشعور بالخجل أو عدم الفهم. الدمج بين العلاج المعرفي السلوكي والدعم الاجتماعي يمثل الخطوة المثلى نحو الشفاء. الأهم هو التفهم والتقبل والوعي بأن العلاج ممكن وفعّال.
American Psychiatric Association (2013). DSM-5: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition.
Diefenbach, G. J., et al. (2006). Group treatment for trichotillomania: Behavior therapy versus supportive therapy. Behavior Therapy.
Mansueto, C., Stemberger, R., Thomas, A., & Golomb, R. (1997). A comprehensive model for trichotillomania.
عبد الله، عادل (2022). الاضطرابات النفسية السلوكية. القاهرة: دار الفكر العربي.
محمد عبد العظيم (2023). تقنيات العلاج المعرفي السلوكي. القاهرة: مكتبة النهضة.