اضطراب ثنائي القطب
الاخصائية النفسية: هنادي إبراهيم
اضطراب ثنائي القطب هو اضطراب يتميز بنوبات متكررة (أي اثنتين على الأقل يضطرب فيها مزاج الشخص ومستوى نشاطه بشكل عميق. ويتكون هذا الاضطراب في بعض الأحيان من ارتفاع في المزاج وزيادة في الطاقة والنشاط هوس أو هوس خفيف، وفي أحيان أخرى من هبوط في المزاج، وانخفاض في الطاقة والنشاط (اكتئاب)
ويقصد بالهوس: حالة من النشوة، أو التأثير الشديد الذي تصحبه أعراض تشخيصية، ويتصرف الناس أو يفكرون خلال نوبات الهوس بطرق غير معتادة مقارنة بحالتهم السائدة
والاكتئاب هو: شعور الضيق والحزن مع اليأس، وقد يصاحب ذلك كسل أو على العكس نشاط متزايد مع بعض السلوك العدواني تجاه الآخرين.
أسباب اضطراب ثنائي القطب:
لم يصل العلم الحديث على حد علم الباحث إلى دليل موثوق حول المسبب الحقيقي لظهور اضطراب ثنائي القطب، إلا أنهم قد توصلوا إلى وجود تأثير لبعض العوامل التي قد تؤدي إلى إصابة الإنسان بهذا النوع من الاضطراب، وهي الآتي:
1- العوامل الوراثية وهي من أهم الأسباب المؤدية إلى إصابة الإنسان باضطراب ثنائي القطب، فهو أكثر الاضطرابات قابلية للتوريث، ويتساوى الجنسان في معدل إصابتهما بالمرض أكثر من الاضطرابات المزاجية الأخرى.
٢- العوامل البيئية بعد تعرض الإنسان إلى الأحداث الحياتية المجهدة والصدمات العقلية من الأسباب المؤثرة للإصابة بالمرض، إلا أن ذلك يكون بنسبة أقل من الأسباب الوراثية.
الأعراض الدالة على إصابة الإنسان باضطراب ثنائي القطب:
تعتبر نوبات الهوس والاكتئاب المتناوبة هي المؤشر الأساسي الدال على إصابة الإنسان بمرض ثنائي القطب، وقد قسم العلماء الهوس والاكتئاب إلى درجات وأنواع، وحددوا لها أعراضا، تدل على إصابة الإنسان بها، وهي الآتي:
- أعراض مرحلة الهوس: النشاط المفرط، والكلام السريع، وتواتر الأفكار، والتصرف العدواني والإسراف في صرف الأموال، وقلة الحاجة إلى النوم، والميل إلى الالتهاء بسهولة، وعدم القدرة على التركيز، وفرط الثقة بالنفس والرغبة الجنسية الشديدة، وغيرها من الأعراض، وهي أمور تستمر لمدة أيام أو أسابيع متواصلة بحسب حالة الإنسان.
- أعراض مرحلة الاكتئاب: الحزن واليأس، وانعدام الأمل، والشعور بالذنب، واضطراب الشهية، والنوم، وفقدان الوزن، وانخفاض تقدير الذات، والثقة بالنفس، والتفكير بالانتحار أو الإقدام عليه، فقد يبدو المستقبل عند بعض المصابين بالمرض مظلماً، والإرهاق، وفقدان الرغبة الجنسية، والقلق، والعصبية والآلام المزمنة دون مسبب ظاهر للعيان.
علاج اضطراب ثنائي القطب:
قسم العلماء العلاج المتعلق باضطراب ثنائي القطب إلى نوعين، بيانهما الآتي:
- العلاج الدوائي وهو على أنواع، ولا يستخدم إلا بعد إذن الطبيب المختص بحسب حالة الإنسان المريض، ومنها مثبتات المزاج، ومضادات نوبات الصرع، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الظواهر الذهانية، والأدوية المضادة للقلق.
- العلاج النفسي قد ثبت أنها من أهم العوامل المركزية الهامة لمعالجة الاضطراب ثنائي القطب، ومن أنواع هذا العلاج: ما يعرف بالعلاج السلوكي الإدراكي العلاج العائلي)، والعلاج بالصدمة الكهربائية وهو علاج مخصص للأشخاص الذين يعانون من فترات اكتئابيه حادة ترافقها أفكار وميول انتحارية ولا يستخدم أي من هذه الأنواع أو غيرها إلا بعد إذن الطبيب المختص.
دور التثقيف النفسي في علاج اضطراب ثنائي القطب:
ويهدف التثقيف النفسي لمرضي للاضطراب الوجداني ثنائي القطب إلى محاولة فهم عواقب المرض والتعامل معه في سياق نموذج طبي، ومحاولة جعلهم يفهمون العلاقة المعقدة بين الأعراض والشخصية والبيئة الشخصية والآثار الجانبية للأدوية وتحمل المسئولية لكن بدون احساس أو شعور بالذنب عند مواجهة المرض.
والتثقيف الجماعي فعال في منع تكرار المرضى المصابين بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب من النوع الأول والنوع الثاني الذين يتلقون العلاج الطبي بجانب العلاج النفسي، إن أسلوب التثقيف النفسي الجماعي لديه القدرة على تقليل عدد الانتكاسات والتكرار في نوبات الاكتئاب والهوس والهوس الخفيف والنوبات المختلطة، وقد ذكروا أيضاً أن عدد وطول فترة الاقامة بالمستشفيات لكل مريض أصبحت أقل وذلك لمن تلقوا هذا النوع من التثقيف.
الانتكاسة وعوامل خط الانتكاسة:
1- ضعف الالتزام بالأدوية قد يكون عدم الالتزام ناتجاً عن عوامل متعلقة بالمريض مثل تعاطى المخدرات، والنسيان
والقلق بشأن الآثار الجانبية، ونقص الاستبصار بالمرض، ونقص الحافز، والخوف من وصمة العار وعوامل ذات صلة بالرعاية الصحية مثل علاقة سيئة بمقدم الرعاية الصحية للمريض، سوء الخدمات وسوء الوصول اليها.
2 - تعاطى المواد المخدرة:
بعد تعاطى المواد المخدرة شائعاً بين مرضي الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ويمكن أن يؤدى إلى الانتكاسة بغض النظر عن تأثيره على الالتزام بالعلاج. يقدر معدل الانتشار بنسبة تصل الى 47%، مع ما يقرب من 33% من المرضي الذين يعانون من اضطراب ادمان الكحول وتشمل المواد التي يشيع اساءة استخدامها النيكوتين والكحول والقنب والكوكايين.
3- أحداث الحياة الضاغطة:
غالباً ما ترتبط أحداث الحياة الضاغطة بظهور الانتكاسة لدى مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب عادة في الأسابيع الثلاثة التي تسبق الانتكاسة. وقد تكون ضغوط الحياة داخلية مثل الأفكار والمشاعر، وخارجية مثل وفاة أحد الأقارب. وتشمل الضغوط الأخرى الاجهاد المزمن بين الأشخاص والفقر، والتشرد والإيذاء، والوصمة. والمرضى المصابون بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب أكثر حساسية وأكثر عرضة للآثار السلبية للضغوط البسيطة.
4- الاكتئاب:
ارتبط الاكتئاب بارتفاع معدلات الانتكاسة، وضعف النتائج، وضعف الاداء، والمعاناة وحتى محاولات الانتحار الفعلية.
قائمة المراجع و المصادر:
1. أحمد وطارق عكاشة، الطب النفسي المعاصر، (مصر: مكتبة الأنجلو المصرية، ٢٠١٨) م ، ط ١٧.
2. علم النفس المرضي، ترجمة: أمثال الحويلة، وفاطمة عياد، وهناء شويخ، وملك الرشيد، ونادية الحمدان، (مصر: مكتبة الأنجلو المصرية، ٢٠١٧ ) م ، ط ١٢.
3. مجموعة من المؤلفين، فرج طه ومحمود السيد وشاكر قنديل وحسين عبد القادر ومصطفى عبد الفتاح،، معجم علم النفس والتحليل النفسي، (بيروت: دار النهضة العربية للطباعة والنشر، د.ت)، ط ١.
4. نخبة من أساتذة الجامعات في الوطن العربي، المرشد في الطب النفسي، منظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي بالشرق الأوسط، د. ن ، ١٩٩٩ م ).ط. د
5. فعالية برنامج تثقيفي نفسي تدخلي للحد من الانتكاسة لدي مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب بحث مقدم من / هويدا أحمد معوض محمد،2021.