اضطراب التحدي المعارض

إنشاء بواسطة أحمد اليوسف في الاضطرابات النفسية 9 أكتوبر 2025
مشاركة

اضطراب التحدي المعارض


مقدمة


قد يكون التعامل حتى مع أكثر الأطفال تهذيبًا صعبًا وعسيرًا في بعض الأحيان. ولكن اضطراب التحدي المعارض يتضمن نمطًا متكررًا ومستمرًا من الغضب وسهولة الاستثارة والجدال والرفض تجاه الأهل وغيرهم من الأشخاص ذوي السلطة عليهم. ينطوي اضطراب التحدي المعارض أيضًا على مشاعر الحقد والسعي إلى الانتقام، وهو سلوك يُسمى النزعة الانتقامية


تسبب تلك المشكلات العاطفية والسلوكية مشكلات خطِرة في الحياة العائلية والأنشطة الاجتماعية والمدرسة والعمل. لكن كونك والدًا لا يعني وجوب محاولة العناية بطفل مصاب باضطراب التحدي المعارض وحدك. بل يمكن أن يساعدك الطبيب واختصاصي الصحة العقلية وخبير تنمية قدرات الأطفال.


 


يتضمن علاج اضطراب التحدي المعارض تعلُّم المهارات التي تساعد على التفاعل الإيجابي مع بين أفراد الأسرة والسيطرة على السلوكيات الإشكالية. وقد يحتاج إلى طريقة علاجية أخرى، وربما الأدوية لمعالجة مشكلات الصحة العقلية ذات الصلة بهذه الحالة.


أعراض اضطراب التحدي الاعتراضي


 A– نمط من المزاج الغاضب العصبي والاسلوك المجادل المتحدي او الانتقامي يدوم لفترة لا تقل عن 6 اشهر بما لا يقل عن أربعة من الاعراض من أي من الفئات التالية تجلت خلال التفاعل مع شخص واحد على الأقل من غير الاشقاء


1 – المزاج الغاضب العصبي


-غالبا ما يفقد اعصابه


-غالبا ما يكون حساسا وينزعج بسهولة


-غالبا ما يكون غاضب ومستاء


2 – السلوك المجادل المتحدي


-كثيرا ما يجادل رموز السلطة وعند الأطفال والمراهقين يجادل البالغين


-غالبا مايتحدي او يرفض بشكل فعال الامتثال لطلبات رموز السلطة او القواعد


-غالبا ما يزعج الاخرين عمدا


-غالبا ما يلوم الاخرين على اخطاءه او اخطائها او سوء السلوك


3 – نزعة الانتقام


-التلفظ بأشياء غير لائقة ومعبرة عن الكراهية عند الغضب.


-محاولة إيذاء مشاعر الآخرين والسعي إلى الانتقام.


-التصرف بسلوك انتقامي مرتين على الأقل خلال آخر ستة أشهر.


B  - يرتبط الاضطراب في السلوك مع احباط لدى الفرد او الاخرين في السياق الاجتماعي المباشر له او لها (على سبيل المثال العائلة مجموعة الاقران زملاء العمل ) او انه يؤثر سلبا في مجالات الأداء الاجتماعية والتعليمية والمهنية او غيرها من المجالات الهامة للاداء


C   - لا تحدث السلوكيات حصرا اثناء سير اضطراب ( ذهاني- استعمال مادة -الاكتئاب – او ثنائي القطب) ولم يتم الوفاء بمعايير المزاج المتقلب المشوش 0


 


 


من يصاب به ؟.


- يظهر غالبًا في عمر 8 سنوات، وقد يبدأ في سنٍّ مبكرة مثل 2–3 سنوات.


- يصيب ما بين 2% إلى 10% من الأطفال والمراهقين.


- قد يصاحب اضطرابات أخرى مثل فرط الحركة ونقص الانتباه، القلق، الاكتئاب، أو الوسواس القهري.


 


 


تحديد الشدة الحالية


-يمكن أن يكون اضطراب التحدي المعارض خفيفًا أو متوسطًا أو شديدًا


 


-الخفيف تظهر الأعراض في مكان واحد فقط، كالمنزل أو المدرسة أو العمل أو مع الأقران.


-المتوسط تظهر بعض الأعراض في مكانين على الأقل.


-الشديد تظهر بعض الأعراض في ثلاثة أماكن أو أكثر.


 


 


الأسباب


لا يوجد سبب واضح معروف لاضطراب التحدي المعارض. لكن قد تشمل الأسباب مزيجًا من العوامل الوراثية والعوامل البيئية:


 


-الأسباب الوراثية. قد تسهم شخصية الطفل الطبيعية أو سِماته - التي تُسمى أيضًا بالمِزاج- في الإصابة باضطراب التحدي المعارض. وقد تؤدي أيضًا الاختلافات في طريقة عمل الأعصاب والدماغ في ذلك.


-الأسباب البيئية. قد تسهم مشكلات التنشئة التي قد تتضمن غياب الدور الإشرافي أو اتباع نهج تربوي غير متسق أو قاسٍ أو إساءة المعاملة أو الإهمال في الإصابة باضطراب التحدي المعارض.


 


المضاعفات


الأطفال والمراهقون المصابون باضطراب المُعارض المتحدّي قد يواجهون مشكلات في المنزل مع والديهم وأخواتهم، وفي المدرسة مع معلميهم، وفي العمل مع رؤسائهم، ومع كل من له سلطة عليهم. وقد يجد الأطفال والمراهقون المصابون باضطراب المُعارض المتحدّي صعوبة شديدة في اكتساب أصدقاء والدخول في علاقات واستمرارها.


 


وقد يؤدي اضطراب المُعارض المتحدّي كذلك إلى مشكلات أخرى مثل:


 


ضعف الأداء في الدراسة والعمل.


السلوك المعادي للمجتمع.


مشكلات قانونية.


مشاكل التحكم في النبض.


اضطراب إساءة استخدام الأدوية.


الانتحار.


ويعاني العديد من الأطفال والمراهقين المصابين باضطراب المُعارض المتحدّي من حالات صحة عقلية أخرى، مثل:


 


اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.


اضطراب السلوك.


الاكتئاب.


اضطرابات القلق.


اضطرابات التعلم والتواصل.


قد يساعد علاج حالات الصحة العقلية الأخرى هذه في تقليل أعراض اضطراب المُعارض المتحدّي. وقد يكون من الصعب علاج اضطراب المُعارض المتحدّي إذا لم تخضع هذه الحالات الأخرى للتقييم والعلاج بطريقة صحيحة.


 


الوقاية


لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من اضطراب المُعارض المتحدّي. لكن يمكن للتربية الإيجابية والعلاج المبكر أن يساعدا في تحسين السلوك ومنع الحالة من التدهور. وكلما كان التعامل مع اضطراب المُعارض المتحدّي أسرع، كان ذلك أفضل.


 


ويمكن أن يساعد العلاج في استعادة ثقة طفلك بنفسه، وأن يعيد بناء علاقة إيجابية بينك وبين طفلك. وستنعكس الاستفادة من العلاج المبكر أيضًا على علاقات طفلك مع البالغين الآخرين المهمين في حياته، مثل معلميه وأطبائه


 


 


 دراسة حالة الطفل سامي


 


العمر: 9 سنوات


البيئة: يعيش مع والديه وأخته الكبرى، يدرس في الصف الرابع الابتدائي.


 


 السلوكيات الظاهرة:


- يرفض تنفيذ تعليمات المعلمين في الصف، مثل الجلوس بهدوء أو إنهاء الواجبات.


- يدخل في جدالات مستمرة مع والديه، خاصة عند طلبهم منه أداء المهام المنزلية.


- يتعمد إزعاج أخته، مثل إخفاء أغراضها أو استفزازها بالكلام.


- يُظهر نوبات غضب شديدة عند منعه من استخدام الأجهزة الإلكترونية.


- يلوم الآخرين دائمًا على أخطائه، ويقول مثلًا: "أنت السبب في أنني صرخت


 


 


 


 


 


 التقييم


بعد مراجعة أخصائي نفسي للأطفال، ووفقًا لمعايير التشخيص، تم تحديد أن "سامي" يعاني من اضطراب التحدي الاعتراضي بدرجة متوسطة، حيث تظهر الأعراض في المنزل والمدرسة.


 


 خطة العلاج:


- جلسات تعديل السلوك: لتعليم "سامي" مهارات التعامل مع الغضب والامتثال للقواعد.


- تدريب الوالدين: على استخدام أساليب تربوية إيجابية، مثل التعزيز الإيجابي وتجاهل السلوكيات غير المرغوبة.


- دعم مدرسي: من خلال التعاون مع المعلمين لتوفير بيئة تعليمية مرنة ومشجعة


 


المراجع


-الدليل التشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية (DSM_5) ترجمة الدكتور أنور الحمادي


- > Budair, B. (2023). Cognitive Behavioral Therapy for Depression: A Manual for Practitioners [Unpublished manuscript]. Essence of Being


 


 

التعليقات (0)

مشاركة

update.share_this_post_with_others