نوبة الهلع عند الأطفال

نوبة الهلع عند الأطفال

الأخصائية النفسية: صبا كحلاوي

مقدمة:

القلق عند الأطفال يمكن أن يكون له بعض الفوائد في حياتهم فقد يدفع بعض القلق البسيط الطفل لتحقيق كامل إمكانيته عن طريق الشعور بالتهديد من المنافسين والخوف من الفشل، عندما يتعرض الطفل لأزمة كأن يواجه خطراً ما يساعد القلق الطفل بواسطة ميكانزيم (المواجهة /الهرب) الذي يملكه جسمه والمصمم لحمايته من خلال تنبيه الجسم لاتخاذ الاستجابة المناسبة.

أما عندما يكون الطفل مفرط للقلق أو شديد الحساسية لدرجة أن قلقاً بسيطاً يستثير لديه استجابات كبيرة يعاني منها كل عقله وجسده فهنا يكون القلق كرباً شديداً له ويتداخل مع كفاءة وظائفه.

فما هو الرهاب:

هو خوف غير منطقي من حيث الموقف لا يشترط بالضرورة أن يكون مؤذياً على الرغم من أن الطفل يدركه على أنه كذلك ويبذل الطفل مجهوداً لتجنب أي شي أو موقف يسبب له القلق، ويكون إدراكه للموقف غير منطقي فيما يتعلق بالتهديد الذي يمثله هذا الموقف على سبيل المثال الطفل الذي يعاني من رهاب العناكب يصرخ الطفل عند رؤيته لعنكبوت صغير غير ضار فتعد استجابة الطفل مبالغاً فيها وفي غير موضعها ، و وردت ثلاث فئات من الرهاب في التصنيف الدولي الإحصائي العاشر للاضطرابات النفسية والسلوكية وهي:

رهاب الخلاء\ رهاب الأماكن المتسعة، ورهاب الاجتماعي ورهاب نوعي والمقصود برهاب نوعي وهو خوف مفرط من أشياء ومواقف يمكننا تحديدها بسهولة على سبيل المثال: الخوف من العناكب، العواصف، الطيور، الثعابين ....

نوبة الهلع عند الأطفال:

هي استجابة قصوى لحدث يثير القلق وعادة ما تبدأ بعد الرهاب (على الأقل في البداية وبمجرد أن يبدأ الطفل في المعاناة من نوبات الهلع ممكن أن تحدث بدون أي مثير )

تمثل الأعراض كرباً شديدا وتشمل:

1-  آلاماً في البطن.

2-  آلاماً في الصدر والشعور بعدم الراحة.

3-  قشعريرة أو الأحساس بحرارة.

4-  الاختناق.

5-  الشعور بالدوار والأغماء.

6-  الحاجة المتكررة للتبول (قد يعاني الطفل من الإسهال).

7-  الغثيان والقيء.

8-  الخدر أو شعور بالوخز.

9-  خفقان القلب.

10-صعوبة في التنفس (فرط التنفس) وهو شائع جداً عند الطال أأطفال حيث يشعر الطفل أنه لا يستطيع التنفس بصورة مفرطة وذعر.

11- سرعة ضربات القلق.

12- رعشة في الجسم.

13- ضيق في التنفس.

14-شعور مفاجئاً بالحرارة والبرودة.

15- التعرق.ن تتوافر

بجانب الأعراض السابقة والتي يجب أن تتوافر منها 4 أعراض على الأقل لتشخيص نوبة هلع ، فقد يعاني الطفل من أعراض نفسية مثل:ن تتوافر

-       اختلال الشعور بالواقع (الشعور بأن العالم ليس حقيقاً الشعور بالانفصال عن كل شيء)

-       اختلال الآنية (الشعور بالانفصال عن الجسد، الشعور بعدم الواقعية والاغتراب عن النفس أو فقدان الهوية الشخصية) .

-       الأحساس بفقدان السيطرة.

-       الذعر.

·      يختلف طول الفترة الزمنية التي يمكن أن تستمر فيها نوبة الهلع من بضع دقائق إلى عدة ساعات (خاصة إذا بقي الطفل في البيئة التي تسبب في نوبة الهلع).

لماذا تبدأ نوبة الهلع:

عادة ما يسبق نوبات الهلع شكل من أشكال الضغط المتزايد.

فيمكن أن تبدأ:

-       إذا كان الطفل يعاني ضغوط شديدة لفترة طويلة ولم يتحسن بأي طريقة: سواء  تم حل مشكلته أو تم إزالة السبب الذي يثير الضغوط أو تم التعامل معها.

-       تنتج نوبات الهلع في بعض الأحيان عن مخاوف متصورة وليست مخاوف فعلية (تحدث عندما يعاني الطفل من رهاب معين فإن الأفكار السلبية تنشأ في ذهن الطفل عندما يشعر بالخوف فالطفل إذا كان غير قادر على ترك الموقف أو تجنب الشيء الذي يخفيه فهنا تتغذى الأعراض الجسدية للقلق وبالتالي تزيد من قناعة الطفل بأنه على حق في أن يشعر بالخوف وسرعان ما يؤدي هذا الشعور إلى نوبة هلع.

-       تزيد احتمالات إصابة الطفل بالقلق إذا وجد تاريخ وراثي للقلق أو نتيجة لظروف البيئة.

-       فإذا شعر الطفل أن والديه يشعران بالقلق تجاه الأمور اليومية فسوف يشعر هو بالقلق معتقداً أن ذلك رد فعل الطبيعي لمثل هذا الموقف.

-       الحماية الوالدية المفرطة يمكن أن تجعل الطفل أكثر عرضة للمعاناة من القلق نتيجة للنقد اللاذع والعقاب المبالغ فيه.

اضطراب الهلع :

يتم تشخيص اضطراب الهلع عندما يتعرض الطفل لنوبات مفاجئة ومتكررة من الخوف الشديد أو الشعور بعدم الراحة أو ظهور أعراض الذي يستمر لدقائق أو ساعات؟ لأن هذه النوبات قد تحدث في أي مكان أو أي وقت ويقلق الطفل بشأن متى ستحدث النوبة التالية ويتداخل القلق حول حدوث النوبة مع حياة الطفل.

·      ممكن أن يحدث اضطراب الهلع خلال مرحلة الطفولة ولكنه عادة تبدأ خلال مرحلة المراهقة.

بعض النصائح لتخفيف نوبات الهلع عند الأطفال :

يمكن للأم أو مقدم الرعاية للطفل مساعدته للتخلص من نوبة الهلع من خلال بعض الإرشادات و أبرزها:

1-  احتضان الطفل فالتقارب الجسدي سيساعده على الشعور بالطمأنينة ويقلل من قلقه.

2-  ساعد الطفل على التنفس ببطء.

3-  اطلب من الطفل تغير وضعيته مثلا إذا كان واقف أن يجلس.

4-  إبعاد الطفل عن الأشياء التي تثير قلقه سواء كان شخص أو مكان.

5-  محاولة شغل ذهن الطفل بشيء يجعله لا يلتفت لمشاعر القلق والخوف لديه، مثل جعله يرتب الأشياء المحيطة به وفق ترتيب الحروف الأبجدية.

·      متى تستدعي أعراض نوبات الهلع عند الطفل استشارة مختص أو طبيب نفسي؟

إذا استمرت أعراض نوبات الهلع عند الأطفال لفترة طويلة يجب على الأم إخضاعه لمجموعة من الفحوصات وفي حالة ثبوت سلامة صحته الجسدية من الضروري متابعة حالته مع المختص النفسي.

المراجع :

-كوستي ماريانا . رهاب المدرسة ونوبات الهلع ,والقلق لدى الأطفال. مكتبة الأنجلو المصرية 2020.

-الجبالي حمزة .موسوعة الأم والطفل الحديثة . كتاب رقمي .2016.