مهارات المعاملة الوالدية

مهارات المعاملة الوالدية والتواصل مع الأطفال

المعالجة النفسية :  نورا الأحمد

مقدمة عن التواصل مع الأطفال و أهميته:

ينضج الأطفال وينمون انفعالياً من خلال علاقاتهم الاجتماعية الناجحة مع الآخرين. ومن خلال دراسة التفاعلات الحاصلة بين الطفل ومحيطه تبين أن فاعلية وتأثير أي علاقة ناجحة مع الطفل تتطلب اتصالاً يتسم بالثقة المتبادلة والتقبل ، والإحترام من الراشد نحو الطفل.

كما تعد السنوات الأولى من عمر الطفل الأساس لعملية التعلم مدى الحياة والبداية السليمة المبكرة هي أفضل ضمان لمستقبل الطفل ونماء قدراته ومعارفه ومهارته التي سيستخدمها في كل مراحل حياته.

مع الإيمان بأن الطفولة المبكرة هي مرحلة قائمة بذاتها من حق الأطفال أن يحيوها بكل مافيها وفق إيقاعهم الخاص واحتياجاتهم وقوانين عالمهم وليس وفق ما يخططه ويرسمه لهم الكبار بحيث لا تتحول فقط إلى مرحلة إعداد للمستقبل.

 تقديم الحاجات الأساسية و تأثيره على نمو و تطور الأطفال:

بشكل عام يتصرف الأهل ومقدمي العناية على أساس أن الحاجات الأساسية للطفل هي فقط حاجات الجسد المادية ( الغذاء , الماء, اللباس, الطبابة , النوم , النظافة ) فيتركز جهدهم على تلبيتها رغم أنهم لا ينكرون حاجات اطفالهم النفسية من الحب والانتباه والاهتمام ...الخ.

ان إهمال تلبية الحاجات النفسية أو ضعف تلبيتها يسبب خللاً في  التوازن الداخلي عند الطفل، فيؤثر ذلك على سلوكه وعلى نموه وكذلك على علاقاته مع محيطه.

مثلاً: التغذية ليست مجرد تغذية كمية ونوعية الغذاء فمن المنظور التطوري تعبر التغذية هي مسألة وعملية إجتماعية خاصة في السنوات الأولى فالإطعام يتضمن عملية تفاعل بين الأم والطفل.

ومن حاجات الطفل النفسية:

·       الحاجة لجو عائلي يتسم بالدفء والأمان والاستقرار ويوفر تواصل بناء ( الحاجة للحب والانتماء).

·       الحاجة لاكتساب المعرفة والحصول على خبرات جديدة ( التعليم والتعلم ).

·       القدرة على التنبؤ , حاجة الطفل للقدرة على التنبؤ تؤكد على ضرورة وجود روتين يومي واضح

له يساعده على معرفة المطلوب منه , وما يترتب على القيام به وكذلك ما يترتب على عدم القيام به.

·       الحاجة الى اللعب : يوفر لهم الاسترخاء , التفاعل مع الاخرين وتطوير المهارات العقلية والمعرفية والانفعالية , الاجتماعية والجسمية وتعميق الخبرات.

·       الحاجة للتقبل و التعاطف والتراحم و مساعدة الطفل على التعبير عن عما يشعر به.

·       الحاجة لممارسة أنشطة إبداعية وجسمية في جو يتسم بالتشجيع والدعم بما يساهم بتنمية قدراتهم.

ملاحظة مهمة : (الطفل بحاجة لراشد واحد على الاقل يكون مصدر تلبية حاجاته).

الآثار الإيجابية لإشباع الحاجات الأساسية للأطفال:

·       تتولد لدى الأطفال المرونة والقدرة على التفاعل مع الاخرين.

·       يكون الأطفال اكثر ثقة بأنفسهم.

·       يشعر الأطفال بانهم ذوو قيمة.

·       ينظر الأطفال إلى المستقبل بتفاؤل وإيجابية.

·       يكون الأطفال قادرين على مواجهة التحديات و أكثر مرونة في التعافي.

الآثار السلبية عند عدم إشباع الحاجات الأساسية للأطفال:

·       يتولد لدى الأطفال الشعور بالنقص.

·       يشعر الأطفال بالدونية والقلق والتشاؤم.

·       يجد الأطفال صعوبة في التعامل مع انفعالاتهم.

·       يجد الأطفال صعوبة في إقامة علاقات اجتماعية سوية.

·       يجد الأطفال الاطفال صعوبة عن تحقيق النمو المتوازن.

كيفية التواصل مع الأطفال:

ثمة بعض المبادىء الأساسية للتواصل مع الاطفال على نحو إيجابي يعزز تنميتهم وهي على النحو الآتي:

o      اجعل لديك توقعات مناسبة حسب(العمروطبيعة المرحلة العمرية للطفل- قدرات الطفل و إمكانياته).

o       تحلى بالهدوء فإن الأخلاق المشمولة بالحب والطمأنينة تنشط الأجزاء الأكثر ذكاءً في

      مخ الطفل , بينما الصراخ والاهانات تولد الضغوط.

o      احترم وتعاطف مع أفكار الاطفال ومشاعرهم.

o      استمع إليهم باهتمام ,وتواصل معهم بصرياً وتعامل معهم بجدية ,و امنحهم وقتا فالتواصل

     يستغرق وقتا ,لا تتهكم أو تسخر منهم.

o      تحلى بالأمانه والصدق ,فلاتكذب على الأطفال واحفظ الوعود معهم فهذا سيساعدهم

      على تنمية الثقة فيك.

o      لا تميز بين الأطفال فكل الأطفال يجب أن يكونوا محبوبين ومعتنى بهم في المنزل .

o      امرح معهم حتى يتمتع  الأطفال ايضاً بالتواصل معك .

الفرق بين العقاب و التأديب و بدائل العقاب القاسي:

يٌعّرف العقاب بأنه وسيلة لقمع سلوك غير مرغوب عند الطفل و ثمة فرق بين التأديب والعقاب , فالتأديب يعلم الأطفال من اخطائهم أما العقاب فيجعل الأطفال يعانون بسبب ارتكاب أخطاء . من أمثلة العقاب ضرب أوإصابة الطفل ولسع الطفل إذا قام بسلوك او قول غير مرضٍ أو إهانة الطفل بالألفاظ او بسوء المعاملة أوالاستهزاء. قد يصدر من الأطفال سلوكيات تخالف القواعد والقواعد شيء ضروري , والأطفال بحاجة الى تعلم القواعد واتباعها.

إذاً فالتأديب أمر ضروري لسلامة الحياة الاسرية ولإدارة المنزل بصورة جيدة ويقع هذا الأمر على كاهل أولياء الامور.

نقاط مهمة على مقدمي العناية أخذها بالحسبان عند التعامل مع الأطفال:

§       يتعين على أولياء الأمور التوجيه والارشاد ووضع قواعد للمنزل للمساعدة في إفهام الطفل الطريقة التي يريدها أولياء الامور وتوقع السلوك الذي يتخذه .

§       معاملة كافة الأطفال بنفس الطريقة وبصورة عادلة وعدم التمييز.

§       وضع القواعد بطريقة واضحة وظريفة يساعد الطفل على التعلم ويساعد أيضاً على الشعور بأمان ويلزم الشرح للطفل ما هومتوقع منه وما العواقب التي تحدث في حالة عدم اتباع القواعد .

§       ركز على القواعد التي تعلم الطفل درساً في الحياة .

§       تجنب تأديب الطفل عندما تكون غاضباً ويجب التحكم بمشاعرك , خذ نفساً عميقاً أو قم بشي آخر يهدئك. 

§       تجاهل السلوكيات السيئة فمدح السلوكيات الجيدة هو أكثر فعالية من العقاب البدني .

§       تذكر انك لست إنساناً الياً وطفلك ليس جهازاً لإتباع القواعد .  

تمرين يساعد الآباء و مقدمي العناية للتعامل مع الأبناء؟

فكر بالأسئلة التالية عندما كنت طفلاً:

ü    كيف كان تواصل والديك معك ,وماذا كان شعورك حياله؟

ü    ما نوعية التواصل التي تود تطبيقه مع طفلك ؟

قائمة المراجع و المصادر:

1      - التواصل مع الاطفال كيف تساعد الاطفال في ظروف الضيق والنزاعات، تأليف نعومي ريتشمان، ورشة الموارد العربية ، بيسان للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى 1999.

2      - الأطفال والحرب /الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال خلال الأزمات والكوارث/،تأليف أحمد شيخاني ،مركز التفكير الحر، منظمة لأنك إنسان.

3      - الدليل التدريبي في مجال الطفولة المبكرة والعمل مع الاهل ، تأليف سعادة يوسف 2010.