العناية بالذات في ظل ضغوط الحياة اليومية

العناية بالذات في ظل ضغوط الحياة اليومية

المعالجة النفسية نورا أحمد

تعريف العناية الذاتية (مفهوم العناية بالذات):

لقد تطور تعريف العناية الذاتية بشكل هائل في العقود السابقة . ففي السبعينات من القرن الماضي ركزت التعريفات على الجوانب المتعلقة بالصحة والمرض. بالنسبة للصحة، تركز العناية الذاتية على تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض. وفي فترة التسعينيات حددت منظمة الصحة العالمية، العناية الذاتية على أنها « مايفعله الناس لأنفسهم لتأسيس صحتهم والحفاظ عليها ومنع المرض والتعامل معه».

في الألفية الجديدة تطورمفهوم العناية الذاتية ليكون أكثر شمولية وليتضمن جوانب مهمة مثل:

1.    يمكن للأفراد أن يقدموا العناية الذاتية لأنفسهم وكذلك للآخرين.

2.    العناية الذاتية لتعزيز الصحة والصحة النفسية والتعامل مع المرض.

3.    العناية الذاتية التي يقوم بها الشخض وحده أو بالتعاون مع متخصص.

متى نحتاج العناية بالذات؟

 في ظل ضغوط الحياة وخاصة في مناطق الحرب يواجهون العديد من الأشخاص الأحداث الصادمة، الخوف وعدم الأمان هو جزء من حياتهم اليومية وفي ظل هذه الظروف قد تشعر في بعض الأحيان بأن المشاكل التي تواجهها مرهقة ولا يمكنك الاستمرار في التعامل معها بنفس المستوى، و عند التعرض للصدمات وفي ظل الضغوط النفسية اليومية أو المستمرة يحتاج الناس أن يهتموا بذواتهم حتى لا يرهقوا أنفسهم وليكونوا فعالين بشكل في أفضل في حياتهم.

 الضغط النفسي وأثره على العناية بالذات :

تعريف الضغط: هو حالة من التوتر تنشأ عندما يقوم الشخص بالاستجابة إلى المتطلبات والضغوط الناشئة من العمل، العائلة، المتلطبات الخارجية، الاحتياجات الداخلية المفروضة ذاتياً، الالتزامات والنقد الذاتي.

متى يصبح الضغط سلبياً؟ ومتى يكون إيجابياً؟

يمكن النظر إلى الضغط النفسي من بعُدين: الضغط الإيجابي والضغط السلبي عادةً، عندما نتكلم عن الضغط فنحن نعني بذلك الضغط السلبي. الضغط هو دفعة من الطاقة هدفها الأساسي إبلاغك بما يجب عليك القيام به.

هناك فوائد عدة للضغط ذي المستويات الطفيفة والمعتدلة. على سبيل المثال: يساعدك في التغلب على التحديات اليومية، يحفزك الضغط لبلوغ أهدافك، يساعدك في إتمام مهامك بفعالية أكبر ويقوي ذاكرتك. كما إن الضغط عامل رئيس للبقاء على قيد الحياة ، و لكن مستويات الضغط المرتفعة أو الضغط المزمن مضران بالصحة الجسدية والنفسية. قد يسبب الضغط الذي يستمر لأسابيع و أشهر ضعفاً في الجهاز المناعي و ارتفاعاً في ضغط الدم، الإرهاق، الاكتئاب، القلق، وحتى الأمراض القلبية.

مجالات وأدوات العناية الذاتية:

دعونا نبدأ بالجوانب الثلاث الأساسية في العناية الذاتية:

1.    الوعي: للاحتياجات الخاصة بك والحدود والعواطف والموادر للتعامل مع الضغط النفسي بحيث تركز العناية الذاتية لمنع المزيد من المشاكل المستقبلية ( تعلم عادة الإطمئنان على نفسك).

2.    التوازن: بين مهامك و أنشطتك العمل والأسرة والحياة الاجتماعية والراحة والترفيه (يحدث الضغط إذا كانت المتطلبات أكثر من المصادر المتوفر).

3.    التواصل: لا يقتصر فقط على داخلنا بل بتواصلنا مع الآخرين كالتواصل مع الأصدقاء، العائلة، الطبيعة ، الأنشطة الترفيهية، الأنشطة الروحانية ( التواصل مع العلاقات الداعمة).

وسائل إضافية للعناية بالذات:

•        كافئ نفسك ومن حولك باستمرار، عند تحقيق النجاحات (الجزئية أو الكبيرة).

•        اعتن بغذائك (وقودك).

•        خذ وقتاً كافياً للراحة والنوم (إعادة شحن طاقتك).

•        لا تلجأ لتدخين (بكل أشكاله) ولا للمخدرات والحشيش والكحول.

•        ترفق بنفسك ولا تتوقع الكمال في نفسك ولا الآخرين.

•        مارس التمارين الرياضية التي تحبها.

•        حافظ ، قدر الإمكان، على روتين حياتك واهتمامك بمظهرك وصحتك .

•        لا تهمل ممارساتك الممتعة وهواياتك.

•         لا تهمل اهتماماتك الروحية فجزء كبير من مقاومتك يؤمنه مغزى الحياة والأحداث.

•        زيارة الأماكن الطبيعية (ماء وخضرة).

قائمة المراجع والمصادر:

•        منظمة أبعاد - دليل حول الرعاية الذاتية للعاملين والعاملات في الخطوط الأمامية.

•        الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)- دليل رعاية الموظفين ورعاية الذات في وزارة الصحة، الأردن 2020.

•        مؤسسة أنتاريس ومنظمة الصحة العالمية - العناية الذاتية ورعاية الموظفين دليل المدرب لدورة تدريبية مدتها يوم واحد لعمال الإغاثة الإنسانية في تركيا.