التعلق عند البالغين
الاخصائي النفسي: حسين الكنش
سوف يساعدك المقال الحالي على الإجابة عن الأسئلة التالية:
- ما هو التعلق؟
- ماهي أنماط التعلق عند البالغين؟
- متى يجب طلب المساعدة؟
أولاً: التعلق:
هو ارتباط نفسي أو علاقة عاطفية دائمة بين الناس"
ويمكن أن تعبر أنماط التعلق عن التوقعات التي يطورها الناس حول العلاقات مع الآخرين، بناءً على العلاقة التي كانت تربطهم بمقدم الرعاية الأساسي "الأم" عندما كانوا رضعاً.
ثانياً: أنماط التعلق عند البالغين:
وقد اتسعت نظرية التعلق لتشمل العلاقات العاطفية عند البالغين في أواخر الثمانينات بواسطة سيندي هازان وفيليب شيفر. وقد تم استكشاف أربعة أنواع من التعلق عند الكبار وتشمل نوعين أولا التعلق الآمن، ثانياالتعلق الغير آمن ( مشغول /الرافض / خائف)
1_ التعلق الآمن:
يميل البالغون المتعلقون تعلقاً آمناً إلى اتخاذ فكرة إيجابية عن أنفسهم، وعن شركائهم وعلاقاتهم.
مما يعني أن لديهم شعوراً بالجدارة وتوقعاً بأن الآخرين يقبلونهم ويتجاوبون معهم بشكل عام.
فهم يشعرون بالارتياح عند تحقق توازن بين العلاقة الحميمية والاستقلالية.
وهذا لا يعني أن البالغين من النوع الأول الآمن لا يواجهون أحداثاً سلبية متعلقة بالتعلق، ولكنهم قادرون على تقييم الأشخاص والأحداث بطريقة منطقية وإعطاء تقييم ايجابي للعلاقات مع الآخرين بشكل عام.
2 _التعلق المشغول:
يسعى المتعلق المشغول إلى بلوغ مستوى عالٍ من الحميمية والاستحسان والاستجابة الكلية من الشريك، ويُصبح معتمد عليه بشكل مفرط.
يمتلك المنشغلون تقييم سلبي للذات وتقييم إيجابي للآخرين، وهذا يعني أن لديهم إحساسًا بعدم الكفاءة وهمغالبا ما يقيّمون الآخرين بشكل إيجابي.
على هذا النحو، فهم يسعون جاهدين لقبول الذات من خلال محاولة الحصول على الموافقة والمصادقة من علاقاتهم مع الآخرين المهمين. كما أنهم يحتاجون مستويات أعلى من العلاقات الحميمية مع الآخرين
3_ التعلق الرافض/الانطوائي:
وهنا يسعى البالغ إلى الوصول على درجة عالية من الاستقلال عن الاخرين، وعادة ما يظهر تجنباً كليا ودائماللتعلق. وعادة ما يشعر بالجدارة الذاتية، ويرى نفسه محمياًمن مشاعر القلق، وبأنه ليس بحاجة إلى علاقات حميمة. فهم يميلون إلى كبت مشاعرهم، وعادة ما يبتعدون عن شركائهم باستخدام أسباب واهية.
4_ التعلق الخائف/الانطوائي:
حيث يظهر القلق الانطوائي مشاعر مختلطة عن العلاقات الحميمة، فهم لا يشعرون بالراحة عند التقارب العاطفي، فهم يميلون إلى عدم الوثوق في شركائهم ويرون أنفسهم عديمي القيمة، ومثله مثل التعلق الرافض/الانطوائي، يميل بالغو التعلق القلق/الانطوائي إلى كبت مشاعرهم والسعي إلى بلوغ درجة أقل من التقارب العاطفي الحميمي.
وكثيراً ما يتم الاستفادة من نظرية التعلق لفهم أنماط التكيف داخل العلاقات. وقد اشتق ويست وشيلدون مقياساً لاختلال الارتباط لدى البالغين من نظرية بولبي. تم تحديد أربعة أنماط: الاعتماد القهري على الذات تقديم الرعاية طلب الرعاية والانسحاب الغاضب. وكان الهدف من هذه الدراسة هو تقييم مدى القدرة على التنبؤ بأسلوب التعلق. وكان من بين المشاركين 209 من المراهقين المتأخرين. وقد أظهرت الأبعاد الأربعة للارتباط المرضي اتساقاً داخلياً قوياً وقليل من الاختلافات بين الجنسين. كان البحث القهري عن الرعاية، والانسحاب الغاضب، والاعتماد على الذات القهري، من المؤشرات القوية بشكل خاص على الأعراض النفسية وأسلوب التعلق غير الآمن.
ثالثاً: متى يجب طلب المساعدة؟
إذا كنت تتبع نمط تعلق غير آمن أو أن الأشخاص المقربين منك لديهم مثل هذه الأنماط فمن المهم أن تعرف أنه ليس عليك الاستسلام لتحمُّل نفس المواقف أو التوقعات أو أنماط السلوك طوال الحياة. فمن الممكن احداث التغيير ويمكنك احداث نمط تعلق أكثر أمانا.
يمكن أن يكون العلاج من خلال العمل الفردي مع المعالج أو بالاشتراك مع شريكك الحالي في تقديم المشورة للأزواج. يمكن أن يساعدك المعالج ذو الخبرة في نظرية التعلق على فهم تجربتك العاطفية السابقة وتصبح أكثر أماناً، سواء بمفردك أو كزوجين.
وإذا لم تتمكن من الوصول إلى العلاج المناسب، فلا يزال هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك القيام بها بنفسك لبناء نمط ارتباط أكثر أماناً. ولتسهيل حدوث ذلك تعلم كل ما يمكنك تعلمه عن أسلوب تعلقك الغير آمن. فكلما فهمت أكثر، كلما تمكنت من التعرف على - وتصحيح - المواقف الانعكاسية وسلوكيات الارتباط غير الآمن التي قد تساهم في مشاكل علاقتك.
يمكن أن تساعدك النصائح التالية أيضاً في الانتقال إلى نمط أكثر أماناً:
1. تحسين مهارات الاتصال غير اللفظي لديك
أحد أهم الدروس المستفادة من نظرية التعلق هو أن العلاقات بين البالغين، تماماً مثل العلاقة الأولى التي تربطك بمقدم الرعاية الأساسي، تعتمد في نجاحها على أشكال التواصل غير اللفظي.
عندما تتواصل مع الآخرين، فإنك ترسل وتستقبل الرموز بدون كلام عن طريق تعابير الوجه ولغة الجسد، حيث ترسل هذه الإشارات رسائل مهمة حول ما تشعر به.
ويمكن أن تساعد القراءة والتفسير والتواصل غير اللفظي في تحسين وتعميق علاقاتك مع الآخرين. يمكنك تعلم تحسين هذه المهارات من خلال التواجد في اللحظة الحالية، وتعلم كيفية إدارة التوتر، وتطوير وعيك العاطفي.
2. تعزيز ذكائك العاطفي
الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم واستخدام وإدارة عواطفك بطرق إيجابية للتعاطف مع شريك حياتك، والتواصل بشكل أكثر فعالية، والتعامل مع الصراع بطريقة أكثر صحة. والذي يساعد في تقوية العلاقة العاطفية. عبر التعرف على عواطفك ومعرفة كيفية تنظيمها والتحكم بها، عندها ستكون قادر على التعبير عن احتياجاتك الملحة ومشاعرك لشريك حياتك، بالاضافة الى فهم ما يشعر به والتعامل معه.
3. تطوير التواصلات مع الأشخاص المتعلقين بهم تعلق آمن
إن كونك على علاقة مع شخص آخر لديه أيضاً أسلوب ارتباط غير آمن يمكن أن يؤدي إلى اتحاد غير متزامن في أحسن الأحوال، أو مربك، أو حتى مؤلم في أسوأ الأحوال. وإذا كنت عاذبا فمن المفيد البحث عن شريك حياتك الذي يتمتع بنمط ارتباط آمن للمساعدة في الابتعاد عن أنماط التفكير والتصرف السلبية.
يمكن لعلاقة قوية وداعمة مع شخص يجعلك تشعر بالحب أن تلعب دوراً مهماً في بناء إحساسك بالأمان. وتشير الأبحاث إلى أن حوالي ٥٠ إلى ٦٠ من مئة من البالغين لديهم نمط تعلق آمن، وهذا يعني ان هناك فرصة كبيرة لايجاد شريك امن يمكنه المساعدة في التغلب على الشعوربعدم الأمان، وبالمثل، فإن تكوين صداقات قوية مع هؤلاء الأفراد يمكن أن يساعدك أيضاً في التعرف على أنماط جديدة من السلوك وتبنيها.
4. حل صدمة الطفولة
كما نوقش أعلاه، فإن التعرض للصدمة عندما يكون رضيعاً أو طفلاً صغيراً يمكن أن يقطع عملية الارتباط والترابط. يمكن أن تنجم صدمة الطفولة عن أي شيء يؤثر على إحساسك بالأمان، مثل البيئة المنزلية غير الآمنة أو غير المستقرة، أو الانفصال عن مقدم الرعاية الأساسي، أو المرض الخطير، أو الإهمال، أو سوء المعاملة. عندما لا يتم حل صدمة الطفولة، يمكن أن تستمر مشاعر عدم الأمان والخوف والعجز حتى مرحلة البلوغ.
حتى لو حدثت الصدمة التي تعرضت لها منذ سنوات عديدة، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها للتغلب على الألم واستعادة توازنك العاطفي وتعلم الثقة والتواصل في العلاقات مرة أخرى.
قائمة المراجع و المصادر:
- نظرة عامة مختصرة على نظرية وأبحاث التعلق لدى البالغين أرشفة 2 أبريل 2018 على موقع Wayback Machine.
- بقلم لورانس روبنسون، جين سيجال، دكتوراه. وجايلين جافي، أنماط التعلق وكيفية تأثيرها على العلاقات بين البالغين.
- هازان سي، شيفر للعلاقات العامة (مارزو دي 1987). «الحب الرومانسي يُتصور كعملية تعلق». مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (باللغة الإنجليزية) 52 (3): 511-24. دوى:10.1037/0022-3514.52.3.511
- لابسلي دي كيه، فارشني إن إم، آلسما إم سي. التعلق المرضي وأسلوب التعلق في مرحلة المراهقة. ي أدوليسك. 2000 أبريل;23(2):137-55. دوى: 10.1006/jado.2000.0304. بميد: 10831139.