اضطراب الشخصية الحدية

إنشاء بواسطة أحمد اليوسف في الاضطرابات النفسية 9 ديسمبر 2025
مشاركة

اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder – F60.3)


اضطراب الشخصية الحدية هو نمط شامل من عدم الاستقرار في العلاقات مع الآخرين، وفي صورة الذات، وفي الوجدان، إضافة إلى الاندفاعية الواضحة، ويبدأ عادةً منذ البلوغ المبكر ويظهر في عدة سياقات حياتية. يتم تشخيص الاضطراب عند توافر خمسة أعراض أو أكثر من الأعراض التالية:


أعراض اضطراب الشخصية الحدية




  1. محاولات محمومة لتجنب هجران حقيقي أو متخيل.




  2. نمط من العلاقات غير المستقرة والحادة يتسم بالانتقال بين المثالية المفرطة والحطّ من قيمة الآخر.




  3. اضطراب الهوية: عدم استقرار واضح في صورة الذات أو الإحساس بالذات.




  4. الاندفاعية في مجالين على الأقل من المجالات المؤذية للذات (الإنفاق، الجنس، إساءة استعمال المواد، القيادة المتهورة، نوبات الأكل المفرط).




  5. سلوك انتحاري متكرر، أو تلميحات أو تهديدات، أو سلوك مؤذٍ للذات.




  6. عدم الاستقرار الانفعالي الناجم عن تقلبات المزاج الحادة، التي تستمر عادةً ساعات قليلة ونادرًا ما تتجاوز بضعة أيام.




  7. تفكير زوري عابر مرتبط بالشدة، أو أعراض تفككية شديدة.




  8. أحاسيس مزمنة بالفراغ.




  9. غضب شديد وغير مناسب أو صعوبة في السيطرة على الغضب (نوبات غضب، غضب مستمر، شجارات متكررة).




الأسباب والعوامل المؤثرة




  1. عوامل بيولوجية: اضطراب في أنظمة الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين.




  2. عوامل وراثية: وجود تاريخ عائلي لاضطرابات الشخصية أو اضطرابات المزاج.




  3. عوامل بيئية: التعرض لصدمات نفسية أو إساءات في مرحلة الطفولة.




  4. عوامل نفسية اجتماعية: ضعف مهارات التكيف وصعوبات في العلاقات الأسرية.




التدخلات العلاجية




  1. العلاج النفسي:




    • العلاج السلوكي الجدلي (DBT): الأكثر فعالية في تحسين تنظيم الانفعالات وتقليل السلوك الانتحاري والمؤذي للذات.






  2. العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يساعد في تعديل الأفكار غير المنطقية وتحسين مهارات التعامل مع الضغوط.




  3. العلاج الدوائي: لا يوجد دواء محدد للاضطراب، لكن قد تُستخدم مضادات الاكتئاب، ومثبتات المزاج، ومضادات الذهان لتخفيف الأعراض المصاحبة.




  4. الدعم الاجتماعي: مجموعات الدعم، والعلاقات الصحية المستقرة، ودعم العائلة تلعب دورًا مهمًا في التعافي.




كيف يظهر اضطراب الشخصية الحدية في الحياة اليومية؟


قصة مريم – علاقات غير مستقرة


مريم (25 سنة) تخاف كثيرًا من فقدان صديقتها المقرّبة. عندما تتأخر صديقتها في الرد، تشعر مريم أنها تُهجر، فتبدأ بإرسال رسائل عديدة خلال وقت قصير. هذا يؤدي إلى علاقة متوترة، تتأرجح بين المودة الشديدة والمشاكل الحادة.
هذه صورة شائعة لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية.


قصة سامر – تقلبات في العمل


سامر يعمل في مكتب، ويعاني من تقلبات مزاجية واضحة. يوم يكون مليئًا بالطاقة والحماس، ويوم يشعر بالفراغ وعدم القدرة على التركيز. هذه التقلبات تُربك زملاءه. بعد بدء العلاج النفسي، بدأ يتعلّم مهارات لتنظيم مشاعره مما حسّن أداءه تدريجيًا.


قصة رنا – صراع داخل الأسرة


رنا تشعر أنها غير مفهومة من عائلتها، وتخاف من فكرة فقدان اهتمامهم بها. أحيانًا تتصرف باندفاع، مثل ترك المنزل فجأة أو الدخول في مشكلات مع إخوتها. مع العلاج ودعم الأسرة، بدأت تشعر باستقرار أكبر وتحسّنت علاقتها بعائلتها.


الهدف من القصص


تهدف هذه القصص إلى توضيح أن اضطراب الشخصية الحدية ليس ضعفًا أو عيبًا، بل هو حالة نفسية تؤثر على طريقة الشخص في رؤية نفسه والآخرين.
العلاج النفسي والدعم الاجتماعي يمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا في جودة حياة المصاب.


المراجع




  1. الدليل التشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية (DSM-5)، ترجمة د. أنور الحمادي.




  2. أروى فيصل الحجوج، اضطراب الشخصية الحدية: التشخيص والعلاج، موقع Rofancare، 2025.




  3. Budair, B. (2023). Cognitive Behavioral Therapy for Depression: A Manual for Practitioners [Unpublished manuscript]. Essence of Being.



التعليقات (0)

مشاركة

update.share_this_post_with_others